منتدى أولاد النومر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أولاد النومر

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:03 pm

    مكانة أهل البيت عند الله تعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

    إن الله تبارك وتعالى فضل، وعظم أهل بيته، تعظيما وتكريما لرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأكد على وجوب مودتهم ومحبتهم، والإحسان إليهم، وتعظيمهم في قوله تعالى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. كما أن من تعظيم وتشريف آل البيت ذكرهم خمس مرات في اليوم والليلة، وذلك في التشهد الأخير من كل صلاة مكتوبة، وهذا الربط جاء في الصلاة الإبراهيمية التي هذا نصها: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
    يقول القائل في طيبهم وفضلهم:
    * طِبْتَ بَيْتًا وَطَابَ أَهْلُكَ أَهْلاً ** أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ وَالإِسْلاَمِ *
    * رَحْمَةُ اللهِ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُم ** كُلَّمَا قَامَ قَائِمٌ بِسَلاَمِ *
    قال الشافعي رحمه الله في محبتهم والصلاة عليهم:
    * يَاآلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ ** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلَهُ *
    * يَكْفِيكُمُ مِنْ عَظِيمِ الْقَدْرِ أَنَّكُمُ ** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ *
    وقال آخر:
    * فَلاَ تَعْدِلْ بِأَهْلِ الْبَيْتِ خَلْقًا ** فَأَهْلُ الْبَيْتِ هُمْ أَهْلُ السِّيَادَهْ *
    * فَبُغْضُهُمُ مِنَ الإِنْسَانِ خُسْرٌ ** حَقِيقِيٌّ وَحُبُّهُمُ عِبَادَهْ
    والصادق في حب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو من تظهر عليه علامة ذلك من خلال حبه لآل بيته. وأهل البيت هم المختصون بالطهارة الحقة، فهم الذين اختصهم الله بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا ورثة علمه والداعين إليه، وأظهرهم ليظهر لك عجائب قدرته، وأكرمهم بمختلف الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من إطاعة هوى أنفسهم حتى صارت كل أفكارهم مستقلة به سبحانه وتعالى، وعلاقاتهم معه لا مع غيره.
    وهذا ما نستفيد منه عظمة مكانة من ينتسب للبيت النبوي الشريف، وما يلزمنا بالتعليق على هذه الآية الكريمة: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، وهذا الحديث النبوي الشريف بما قاله أئمة علماء التفسير، وعلماء الحديث عنهما: قال الإمام محمد بن جرير الطبري، والإمام إسماعيل بن كثير، بعد أن ذكر هذا الأخير عدة تفاسير لهذه المودة المطلوبة نكتفي منها بما يلي من قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تودوني في نفسي لقرابتي، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم".
    ولا يخفى علينا أن مودته وحفظ قرابته صلى الله عليه وسلم يتمثل في مودة هذه القرابة، وحفظ مكانتها منه عليه الصلاة والسلام.
    ما حكاه الإمام البخاري عن سعيد بن جبير أنه قال: "معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، وأن تحسنوا إليهم وتبروهم".
    وروى السدي تفسيرا ثالثا مثله عن الإمام زين العابدين (علي) بن الحسين السبط، لما جيء به أسيرا إلى دمشق. ورواه الطبراني، ومحمد بن جرير الطبري من حــديث ابن عباس رضي الله عنهما.
    وهذه الآية أخص من الآية: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). لأن آية الأحزاب أشركت مع ذوي القربى الزوجات، وألحق النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته سلمان الفارسي، ومواليه. وللعلماء في تفاصيل ذلك تفاسير، وكلام ليس هذا محل ذكره، إلا أننا نأخذ منها عظم مكانة المنتمين لريحانتيه صلى الله عليه وسلم، ومن يليهم في السلم النسبي، ممن حرموا الصدقة مما يفرض علينا شرعا العمل بمقتضى ذلك.
    فالله سبحانه وتعالى، فضل واصطفى وطهر وزكى، وأكرم آل بيته صلى الله عليه وسلم.
    وإليكم بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في عظمة شأن أهل البيت النبوي الشريف في الإسلام، وتعريفهم:
    روى الإمام مسلم في صحيحه، من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خـُمًّـا،بين مكة والمدينة،فحمد الله وأثنى عليه،ووعظ، وذكر،ثم قال:« أما بعد:ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي»، قال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة من بعده، قال ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم».
    ولهذا الحديث روايات أخرى، وطرق مختلفة، كلها صحيحة، ومن جملة الأئمة الذين رووه مع مسلم: أحمد بن حنبل، والنسائي، وغيرهم...
    وقد علق النووي عليه في شرحه لمسلم « المنهاج » بما حرفيته: « قوله صلى الله عليه وسلم: وأنا تارك فيكم ثقلين، فذكر كتاب الله وأهل بيته، قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما، وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما» الخ.
    قلت: هذا الحديث أصل رفيع، ومدرك قوي في التعريف بأهل البيت، وعظمة شأنهم، وحقهم في المحبة والإكرام، والمودة؛ وقد بين فضائلهم حيث لم يبق شك لدى من ينشد الحق، ويبحث عن الحقيقة في علو مكانتهم في الإسلام، الثابتة في الكتاب والسنة، وحقهم في التعظيم.
    وحسبنا أنه صلى الله عليه وسلم عطفهما في هذا الحديث على كتاب الله تعالى تعظيما لحقهم، وتبيانا لخطورة شأنهم عند الله تعالى، وعنده عليه الصلاة والسلام.
    ألا ترى أنهم اشتركوا معه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة.
    وهذا ما يدفعنا نحو التعرف على أقرب أهل بيته منه، من قرابته صلى الله عليه وسلم، فماذا عن ذلك؟
    لا شك أن أقرب أهل بيته الشريف إليه هم: الزهراء، وعلي، وأسباطهما،: الحسن والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، فماذا عن الآثار التي وردت في أهل البيت عامة، وفي فضل علي وفاطمة، والحسنين خاصة؟

    -----------------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:36. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    ........ يتبع .........
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:07 pm

    ........ تابع ..........

    أهل البيت عامة، وتخصيص بني فاطمة، وأبويهما رضي الله عنهم بذلك:
    روى ابن مردويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، والترمذي وحسنه، والإمام أحمد، والطبراني، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء أربعين صباحا إلى باب فاطمة يقول: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله،
    (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33).
    وذكر علماء التفسير، وأسباب النزول في سبب نزول آية الأحزاب: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) عدة أحاديث وردت كلها من طرق صحيحة جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ومعه علي، وفاطمة، والحسن والحسين، قد أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذ، ثم لف عليهم كساءه، ثم تلا هذه الآية، وقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا". وله روايات أخرى، أضربنا صفحا عن ذكرها خشية التطويل.
    وروى الطبراني وابن أبي حاتم، وابن مردويه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن آية: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، لما نزلت قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين نزلت فيهم الآية؟ قال: "علي وفاطمة وابناهما".
    وقد أكد صلى الله عليه وسلم على مراعاة حقوق أهل بيته الشريف في بعض روايات حديث غدير خم الذي مر بنا آنفا بعض رواياته التي رواها مسلم، والتي جاء في بعضها زيادة: "أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"، قالها ثلاثا، تأكيدا على الأمر!!، وروى هذه الزيادة الإمام أحمد بن حنبل. والحديث يحمل التصريح بالوجوب...الخ.
    وهذا الحديث رواه القاضي عياض في الشفاء باللفظ: « إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما»، وله روايات أخرى غير ما ذكرناه هنا.
    وفي مضمار وجوب محبة أهل البيت قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، المتفق عليه: «إن فاطمة بضعة مني ما ساءها ساءني وما سرها سرني».
    ومما قيل فيه وفي آل بيته صلى الله عليه وسلم قول الشاعر:
    * أُحِبُّ النَّبِيَّ الْمُصْطَفَى وَابْنَ عَمِّهِ ** عَلِيًّا وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِــمَةَ الزَّهْرَا *
    * هُمُ أَهْلُ بَيْتٍ أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنْهُمُ ** وَأَطْلَعَهُمْ أُفْقَ الْهُدَى أَنْجُمًا زُهْرَا *
    * مُوَالاَتُهُمْ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ** وَحُبُّهُمُ أسنى الذَّخَائِرِ لِلأُخْرَى *
    * وَمَا أَنَا لِلصَّحْبِ الْكِرَامِ بِمُبْغِضٍ ** فَإِنِّي أَرَى الْبَغْضَاءَ فِي حَقِّهِمْ كُفْرَا *
    * هُمُ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ ** وَهُمْ نَصَرُوا دِينَ الْهُدَى بِالظُّبَا نَصْرَا *
    * عَلَيْهِمْ سَلاَمُ اللهِ مَا دَامَ ذِكْرُهُمْ ** لَدَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَأَكْرِمْ بِهِ ذِكْرَا *
    وقول الآخر:
    * هُمُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى لِمُعْتَصِمٍ بِهَا ** مَنَاقِبُهُمْ جَـاءَتْ بِوَحْـيٍ وَإِنْزَالِ *
    * مَنَاقِبُ فيِ الشُّورَى وَفيِ هَلْ أَتَى أَتَتْ ** وَفِي سُورَةِ الأَحْزَابِ يَعْرِفُهَا التَّالِي *
    * وَهُمْ آلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى فَوِدَادُهُمْ ** عَلَى النَّاسِ مَفْرُوضٌ بِحُكْمٍ وَإِسْجَالِ *
    في صحيحه، والبيهقي مرفوعا انه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، وأهلي أحب إليه من أهله، وذاتي أحب إليه من ذاته".
    وكما أخرج البيهقي، وأبو الشيخ، وابن حبان في صحيحه عن علي كرم الله وجهه قال:
    خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا حتى استوى على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذريتي".
    ولذلك قال أبو بكر رضي الله عنه: ’’صلة قرابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحب إلي من صلة قرابتي‘‘.
    "وأحبوا أهل بيتي لحبي". قال بعض العلماء: "أي إنما تحبونهم لأني أحببتهم بحب الله تعالى لهم. وقد يكون أمرا بحبهم، لأن محبتهم لهم تصديق لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم".
    (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23).
    وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليه ساووه – كما يقول الفخر الرازي في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد... وفي السلام يقال في التشهد: السلام عليك أيها النبي. وقال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ) الصافات (130).
    وفي الطهارة قال تعالى: (طه) سورة طه: (1) – أي يا طاهر.
    وقال تعالى (... فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران (31).
    وقال تعالى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. وحب آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وودهم والولاء لهم، وتعظيمهم واحترامهم وتكريمهم، ورد به الأمر الإلهي في القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة وإجماع السلف والخلف من الأمة.
    وعلى هذا فأدلة الشريعة الأربعة: من الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة وإجماع السلف والخلف من الأمة والقياس قاضية على المسلمين بود آل بيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يقول تعالى: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). أخرج الإمام أحمد في مسنده، وأبو ذر الغفاري رضي الله عنهما عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض".
    وقد حث رسول الله على حفظ أهل بيته، وفي ذلك يحدثنا أبو بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال فيما أخرجه البخاري في صحيحه.
    "يا أيها الناس... ارقبوا محمدا في أهل بيته" أي احفظوه.
    ويحدثنا الإمام علي كرم الله وجهه فيقول فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لفاطمة الزهراء عليها السلام: "إني وإياك وهذين – يعني حسنا وحسينا – وهذا الراقد – يعني عليا – في مكان واحد يوم القيامة".
    وفيما أخرجه الطبراني عن علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أول من يرد على الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي".
    وروى الطبراني في الصغير عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "يا بني هاشم... إني قد سألت الله عزّوجلّ أن يجعلكم نجداء، رحماء، وسألته إن يهدي ضالكم، ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم".
    وروى الحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "وعدني ربي في أهل بيتي" (من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ ألا يعذبهم).
    وروى أحمد والحاكم والبيهقي، عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول على المنبر: "ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لا تنفع قومه يوم القيامة.بلى والله... إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض" – أي ذخراً لكم.

    -------------------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:39. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    [justify]
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:10 pm

    ........ تابع ........

    نبذة موجزة عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن:
    1- خديجة بنت خويلد
    أول زواج لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كان خديجة بنت خويلد.
    يقول ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا ; فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها، من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام .
    فنـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم; فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي .
    رجعت قافلة التجارة من الشام، وقد ربحت أضعاف ما كانت تربح من قبل، وأخبر الغلام ميسرة خديجة عن أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدقة وأمانته، فأعجبها وحكت لصديقتها نفيسة بنت مُنْية، فطمأنتها نفيسة واعتزمت أن تخبر محمدا برغبة خديجة في الزواج منه.
    لم تمض إلا فترة قصيرة حتى تلقى محمد صلى الله عليه وسلم، دعوة خديجة للزواج منه فسارع إليها ملبيا.
    وفي صحبته عماه أبو طالب وحمزة، أبنا عبد المطلب. وقد أثنى عليه عمها عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصىّ، وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة.
    و تم الزواج وكان سنها آنذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين، فكانت بمثابة الأم الحنون والزوجة المخلصة.
    وهي أول امرأة تزوجها ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت وكل أولاده منها سوى إبراهيم. ومات البنون كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته . فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    2- عائشة بنت أبي بكر
    أسلمت في بداية دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام، وكان عمرها آن ذاك ست سنوات، وخطبها محمد صلى الله عليه وسلم بمكة، وبنى بها بالمدينة، وهي بنت تسع سنوات، وهو أصح الأقوال عن عمرها، فقد أسلمت وعندها ست سنوات في أول البعثة، فيكون عمرها حين هاجرت للمدينة تسع سنوات، ولم يتزوج محمد صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها، زوجه إياها أبوها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    3- سودة بنت زمعة
    تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، زوجه إياها سليط بن عمرو، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن ود بن نصر بن مالك بن حسل، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. قال ابن هشام ابن إسحاق يخالف هذا الحديث، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين، بأرض الحبشة في هذا الوقت، وكانت قبله عند السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود ابن نصر بن حسل. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    4-زينب بنت جحش
    تزوج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش، وأصدقها محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكانت قبله عند زيد بن حارثة، مولى الرسول، ويروى أن الآية القرآنية نزلت فيها(... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا)الأحزاب (37).
    فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    5- أم سلمة
    تزوج محمد صلى الله عليه وسلم أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، زوجه إياها سلمة بن أبي سلمة ابنها، وأصدقها فراشا حشوه ليف، وقدحا، وصحيفة، ومجشة، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد، واسمه عبد الله، فولدت له سلمة، وزينب، ورقية. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    ........ يتبع ..........
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:14 pm

    ........ تابع ........

    6- حفصة بنت عمر بن الخطاب
    تزوج محمد صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، زوجه إياها أبوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأصدقها أربعمائة درهم، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    7- أم حبيبة
    تزوج محمد صلى الله عليه وسلم أم حبيبة، واسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب، زوجه إياها خالد بن سعيد بن العاص، وهما بأرض الحبشة، وأصدقها النجاشي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، وهو الذي كان خطبها على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت قبله عند عبيد الله بن جحش الأسدي. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    8- جويرية بنت الحارث
    هي أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، كانت تحت ابن عم لها يقال له مسافع بن صفوان المصطلقي، وقد قُتلَ في يوم المريسيع، ثُم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قومها بني المصطلق فكانت من جملة السبي، ووقعت في سهم ثابت بن قيس رضي الله عنه.
    وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وقع في السنة الخامسة للهجرة، وكان عَمرها إذ ذاك عشرين سنة، ومن ثمار هذا الزواج المبارك فكاك المسلمين لأسراهم من قومها.
    توفِيت أم المؤمنين جُويرية في المدينة سنة خمسين، وقيل سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها (65) سنة. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    9- صفية بنت حيي
    وتزوج محمد صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب، سباها من خيبر، فاصطفاها لنفسه، وأولم الرسول وليمة، ما فيها شحم ولا لحم، كان سَوِيقاً وتمراً، وكانت قبله عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    10- ميمونة بنت الحارث
    تزوج محمد صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وأصدقها العباس عن الرسول أربعمائة درهم، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي؛ ويقال إنها التي وهبت نفسها للنبي، وذلك أن خطبته انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت البعير وما عليه لله ولرسوله، وفيها نزلت الآية القرآنية (...وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ...)الأحزاب (50).
    ويقال إن التي وهبت نفسها للنبي زينب بنت جحش، ويقال أم شريك، غزية بنت جابر بن وهب من بني منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، ويقال بل هي امرأة من بني سامة بن لؤي، فأرجأها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.
    11- زينب بنت خزيمة
    أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زينب بنت خزيمة يخطبها إلى نفسه، وما أن يصل الخبر إلى المهاجرة الصابرة التي أفجعها فراق زوجها الشهيد عبد الله بن جحش في غزوة أحد، امتلأت نفسها سعادة ورضا من التكريم النبوي لها، فهي ستكون إحدى زوجاته، عليه أفضل الصلاة والسلام، فما كان منها إلا أن أرسلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: (أني جعلت أمر نفسي إليك)، وتزوجها الرسول الكريم في شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة، ولم تمكث عنده إلا أشهراً وتوفيت رضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين..
    12- مارية القبطية
    هي مارية بنت شمعون القبطية، أي المصرية، زوجة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اعتنقت الإسلام فور وصولها للمدينة المنورة و ذلك لما رأته من أخلاق المسلمين في طريقها إلى المدينة، وفي المدينة فعرفت أنه دين الحق، أنجبت للرسول ثالث أبنائه الذكور إبراهيم والذي توفي وهو طفل صغير.
    و هي من قرية حفن بمحافظة المنيا بصعيد مصر، أهداها للرسول صلى الله عليه وسلم الملك المقوقس الروماني حاكم مصر سنة 7 هجرية ـ ومعها أختها سيرين بنت شمعون (التي أهداها لشاعره حسان بن ثابت والتي أنجبت له ولده عبد الرحمن بن حسان)، وألف مثقال ذهباً، وعشرين ثوباً، وبغلته دلدل، وشيخ كبير يسمى مابور. كان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثة لحامل رسالة الرسول إليه، ولكن كما يبدو من تاريخ قيرس، المعروف لدى العرب بالمقوقس، مع المصريين بأن أبوها، كان مناوئا للسلطة الدينية للمقوقس. فرضي الله عنها، وعن أمهات المؤمنين أجمعين.

    ---------------------------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:41. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    ...................... يتبع .....................
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:16 pm

    ........ تابع ........

    لمحة عن فضائل عائلة الإمام علي العظمى: علي، وفاطمة، والحسنين رضوان الله عليهم:
    1- الإمام علي كرم الله وجهه:
    روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي».
    كما روي أنه صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر قال: «لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه» وكان علي رضي الله أرمد، فبصق في عينه الرمداء فشفيت حينا، وسلمه الراية، وتم الفتح على يديه!
    وفي حديث الترمذي الحسن الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «أنت مني وأنا منك»، وأحاديث فضائل علي كرم الله وجهه لا تسمح الظروف بتقصيها، وقد ذكر البخاري سبعة أحاديث في فضائله، بسط ابن حجر الكلام عليها، وفصل شروحها تفصيلا، شافيا، كافيا، فليراجعها من شاء ذلك في فتح الباري، وغيره من كتب السنن الخ.
    وقال الإمام أحمد، والنسائي، وأبو يعلى النيسابوري، وإسماعيل القاضي: «لم يرد في حق الصحابة بالأسانيد الجيدة أكثر مما جاء في علي كرم الله وجهه». وحسبما ورد في ذلك أن الآية الكريمة: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران(61). لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين، فقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي"، متفق عليه.
    وأخرج الإمام أحمد والطبراني في الكبير، عن علي عليه السلام يقول:
    بعثني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن قلت: يا رسول الله... أتبعثني وأنا شاب وهم كهول، ولا علم لي بالقضاء؟
    قال: "إنطلق فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك": قال علي: فوالله ما تعبت في شيء بعد...
    2- فاطمة الزهراء رضي الله عنها:
    سبق أن ذكرنا طرفا من الحديث الطويل، المتفق عليه: "إن فاطمة بَضعة مني" الخ.كان سبب وروده أن عليا كرم الله وجهه خطب بنتا لأبي جهل، ولما استشير رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك،قال"لا آذن ثم لا آذن.." الخ.
    وروى الشيخان أيضا، والإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها:"... أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين"... الخ.
    وروى أحمد وابن حبان من حديث أبي هريرة، والترمذي من حديث أنس، من طرق صحيحة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة" رضي الله عنهن.
    وعند الإمام أحمد من طريق أخرى، والحاكم، والهيثمي في مجمع الزوائد، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم، امرأة فرعون! "
    وأخرج الطبراني في الكبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام. "إن الله عزوجل غير معذبك ولا ولدك".


    ........ يتبع ........
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:20 pm

    ........ تابع ........

    3- الحسن والحسين:
    ومما رواه مسلم والبخاري في صحيحهما، وأحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه في فضائل الحسن السبط رضي الله عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأَحِبَّ من يحبه". وما من شك يعترينا في أن من أحب شخصا سوف يحب ابنه، وحفيده، إلى ما لا نهاية، إذا كانت هذه المحبة لله، وفيه! وهذا ما يدفع المؤمنين نحو محبة المنتمين لأهل البيت النبوي الشريف، ابتغاء نيل هذه المحبة، التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أحب ريحانتيه، وما انحدر من أعقابهما، وهو مجاب الدعوة قطعا، فليفهم المسلمون ذلك، وليتسابقوا في محبة أهل بيته صلى الله عليه وسلم.
    وأخرج الحاكم وصححه عن يحيى العامري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسين مني وأنا من حسين اللهم أحب حسينا ومن أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط! "
    وروى ابن حبان، وابن سعد، وأبو يعلى الموصلي، وابن عساكر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة" وفي رواية "سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي".
    وفي الحسنين معا، مما رواه مسلم، والترمذي، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين".
    وأخرج الترمذي من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين على وركيه فقال: "هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فَأَحِبَّ من يحبهما".
    وهكذا ذكر البخاري فيهما ثمانية أحاديث، وكأنه جمعهما في باب واحد، لما وقع لهما من الاشتراك في كثير من المناقب؛ وقد اختلفت الروايات في ذكر اسم أحدهما دون الآخر؛ مما جعلني أعمد إلى غير البخاري، من أئمة أهل الحديث، لإثبات بعض الأحاديث التي ورد فيها ذكر الحسين سعيا مني حول الشمولية الموجزة، وبالله التوفيق، وعليه قصد السبيل هـ.
    وحدثنا نصر بن علي الجهضمي بسنده عن علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه وعليه السلام- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ بيد حسن وحسين عليهم السلام وقال: "من أحبني، وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة".
    وأخرج سفيان بن وكيع وعبد بن حميد قالا: أخبرنا خالد بن مخلد بسنده عن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه يا رسول الله؟
    فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: "هذان إبناي وإبنا إبنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما".
    وأخرج الحسين بن حريث بسنده: سمعت أبا بريده يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال:
    "صدق الله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة): "الأنفال: 28 – نظرت إلى هذين الصبيين... يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما".
    وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب إذ جاء الحسن – رضي الله عنه – قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إبني هذا سيد، ولعل الله يصلح به فئتين من المسلمين": قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال المهلب: الحديث دال على أن السيادة لا يستحقها إلا من ينتفع به الناس لكونه علق السيادة بالإصلاح.
    يقول الأديب المحب لهذه العترة الطاهرة:
    * وَمَهْمَا أُلاَمُ عَلَى حُبِّهِمْ ** فَإِنِّي أُحِبُّ بَنِي فَاطِمَهْ **
    * بَنِي بِنْتِ مَنْ جَاءَ بِالْمُحْكَمَا ** تِ وَالدِّينِ وَالسُّنَّةِ الْقَائِمَهْ **

    -----------------------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:45. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    ......................يتبع.....................
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:23 pm

    ........تابع........

    4- قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عموما:
    لقد ورد في الذكر الحكيم الحديث عن محيط رسول الله صلى الله عليه وسلم العائلي، فنزلت في ذلك آية الأحزاب الآنفة الذكر: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). التي اشترك فيها نساؤه مع بعض قرابته صلى الله عليه وسلم، وقد خصص عليه الصلاة والسلام منها فاطمة والحسنين وعليا رضوان الله عليهم في الأحاديث التي مر بنا بعضها، وألحق بهم سلمان الفارسي في حديث آخر: "سلمان منا أهل البيت" كما ألحق بهم مواليه صلى الله عليه وسلم.
    ومعلوم أن ما ينطبق على فاطمة رضي الله عنها ينطبق على أخواتها رضوان الله عليهن، وما انطبق على علي كرم الله وجهه منطبق على حمزة، وجعفر، وعقيل، وعباس رضي الله عنهم؛ وقد ورد في ذلك حديث زيد بن أرقم الآنف الذكر، وقد رأينا أن آية الشورى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. كانت أخص في قرابته صلى الله عليه وسلم من آية سورة الأحزاب، التي كانت أعم في محيطه الاجتماعي، وكان حديث أنس، وأبي سعيد، وابن عباس أخص في أسرة الزهراء رضي الله عنها.
    ومما جعل العلماء يتحدثون عن الجميع في عنوانين منفصلين من جانب، ومتصلين من جانب آخر؛ وقد يدق الفرق بينهما بديهية قبل إعادة النظر في المسألة، وفي شمولية إشراكه صلى الله عليه وسلم لآله معه في الصلاة الإبراهيمية:"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد... ".
    وتبيينا لعظمة قرابته صلى الله عليه وسلم، و مكانتهم عند الله تعالى، وعند رسوله العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام، وإطلاعا للمؤمنين على ذلك ليكونوا على علم من حقوقهم عليهم: أفرد الإمام البخاري بابا في صحيحه لمناقب أهل البيت النبوي الشريف، وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني مبينا لما يقصده البخاري رحمه الله بقوله: باب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما نصه: يريد بذلك من ينتسب إلى جده الأقرب، وهو عبد المطلب، ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم منهم، ومن آمن به، ورآه من ذكر، وأنثى، وهم: علي، وأولاده الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم.
    قلت: ويستدرك عليه إهماله لزينب الكبرى شقيقة الحسنين وزوجة عبد الله بن جعفر، أم الزينبيين، ويضاف إليهم رضوان الله عليهم: عباس وآله، وجعفر وآله، وعقيل وآله، وسائر من آمن من المطلبيين على أرجح الأقوال فيمن حرموا الصدقة، ففي الجميع نزلت الآية الكريمة، التي رأيناها آنفا، وورد فيهم حديث زيد بن أرقم الذي سبق المررو به، وورد فيهم كذلك ما رواه العلامة محمد حبيب الله بن ما يابا الجكني، الشنقيطي في كتابه: «زاد المسلم، فيما اتفق عليه البخاري ومسلم» وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله".
    ومنها ما أخرجه أصحاب الصحاح، والسنن، والمسانيد، والمعاجم، وغيرهم في هذا المضمار مما هو أكثر شمولا، في الحديث الآتي: "لا يؤمن أحدكم حتى تكون ذاتي أحب إليه من ذاته، ونفسي أحب إليه من نفسه، و عترتي أحب إليه من عترته".
    وقال في عموم قرابته صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي" .
    وروى البخاري من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ياأيها الناس أرقبوا محمدا في أهله"! ومن علماء الحديث من يوقف هذا الحديث على أبي بكر؛ إلا أن الأصح هو وصله من حديث الصديق رضي الله عنه، كما في الأمهات...الخ
    ولعل فيما رأيناه من آي الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الصحيحة، الصريحة كفاية من الدلالة، والبرهنة على عظمة مكانة أهل البيت النبوي الشريف، وقرابته جميعا ممن آمن به.إلخ وتأكيد الدين الإسلامي على وجوب محبة، ومودة، وإكرام المنتمين إليهم، وتعليق إيمان المؤمن بمحبته لهم.
    فآل البيت مكانتهم عالية والحمد لله، وفعلهم حميد، وقدرهم رفيع والحمد لله، ونسبهم طاهر شريف وأصلهم كريم والحمد لله.
    ومن الحديث عن فضائل أسلاف أهل البيت النبوي الشريف،وعن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانتهم عند الله تعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وعن فضائل خلف أهل البيت الشريف، نوجه حديثنا الآن نحو دعائم السلسلة النسبية السباعية مقتصرين على موجز عن حياة الحسن المثنى، ونجله شيخ الهاشميين في عهده عبد الله الكامل، وابنه إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة في المغرب الأقصى، وابنه إدريس الأزهر؛ ومنه إلى محمد ابنه وخليفته، ومن محمد إلى ابنه علي حيدره.
    وبما أن المصادر والمراجع الموجودة حالا في موريتانيا تهمل تراجم الرجال الذين أنحدروا من عقب محمد بن إدريس الثاني، والذين أعقبوا الولي عامر الهامل أبا السباع حفيدهم، وخليفتهم الروحي، فإنني سأسد هذه الثغرة بنظم للعلامة الكبير، والشاعر المفلق أحمدُ بن البشير الشنقيطي، الذي ذكر فيه سائر أجداد الولي أبي السباع بادئا بأبيه المباشر أحمد الملقب(احريز)، ومنتهيا عند الإمام على كرم الله وجهه، وقد لمح في نظمه عن بعض مآثرهم الحسنة، وفضائلهم الجمة.
    وسأتلو هذا النظم مباشرة بترجمة الولي عامر أبي السباع، وبعدها سوف أورد نظما آخر للعلامة الكبير والشاعر ابوه بن أحمدُ بن كاشف البوحبيني التندغي يعدد فيه آباء وأجداد العلامة عبد الودود بن عبد الوهاب، الذين يجمعونه بالولي عامر الهامل أبي السباع، جاعلا من الجميع أداة اتصال بين العلامة الصالح، والجواد المنفق الكريم الشريف محمد الأمين بن عبد الودود، بالإمام علي كرم الله وجهه، وربطا لآخر هذه السلسلة الذهبية النسبية بأولها، دون أن يقع بتر فني بسبب عدم شمولية التراجم، وبذلك اكون قد حاولت أن أعوض عن نقص الكيف بإكمال الكم، وراعيت في ذلك الترتيب التاريخي، ورمت أن يكون منطقيا، والكمال للعلي الأعلى جل جلاله.
    5- موجز تراجم الحسن المثنى وأبنائه رضي الله عنه، إلى المولى محمد بن إدريس الثاني:
    أ- لمحة عن الحسن المثنى بن الحسن السبط،
    هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(شيبة).
    وأمه: خولة بنت منصور الفزارية

    -------------------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:48. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    ......................يتبع.....................
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:34 pm

    ........تابع........

    ورمت أن يكون منطقيا، والكمال للعلي الأعلى جل جلاله.
    5- موجز تراجم الحسن المثنى وأبنائه رضي الله عنه، إلى المولى محمد بن إدريس الثاني:
    فما هي الخطة التي وضعتها لإنجاز ذلك هي:
    أ- لمحة عن الحسن المثنى بن الحسن السبط.
    هو الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب(عبد مناف)بن عبد المطلب(شيبة).
    وأمه: خولة بنت منصور الفزارية
    وقد ولد حوالي سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية الشريفة، ولما ولد سماه والده الحسن السبط على نفسه، فعرف بالحسن المثنى.
    وتتضارب أقوال المؤرخين في تاريخ ميلاده، ووفاته، إلا أنه من المؤكد أنه ولد بعد ميلاد أخيه لأب زيد الأبلج الذي يذكرون أنه توفي سنة 120هـ عن عمر يبلغ 90 سنة حسب قول الأبشيهي، صاحب نور الأبصار، وهو غير مصدر يعتمد عليه.
    وقال الصبان في إسعاف الراغبين: إنه عاش مائة سنة100، على أحد الأقوال، وأنه كان أسن من الحسن المثنى، وهذا في مجمله يجعلنا لا نتأكد من صحة تاريخ ميلاد هذين الإمامين، ولا تاريخ وفياتهما.
    والعلم عند الله تعالى.
    سجاياه واختصاصاته العلمية:
    كان رضي الله عنه عالما جليلا، ومحدثا كبيرا، ولغويا مقتدرا، وخطيبا مفوها، وفصيحا من أبرز فصحاء بني هاشم في عهده!
    وكان ورعا، وزاهدا، حسن الخلق، وجوادا كريما، وسيدا جليلا مهيبا، وفاضلا رئيسا من الطراز الأول، وشجاعا أبيا، ويعد من أكابر التابعين، وفضلائهم.
    كما كان موضع الثقة من جده الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه،الذي يذكر بعض الكتب أنه ولاه على بعض الصدقات لأمانته وكفاءته، وحفظه وعلمه....
    وخاض معركة كربلاء مع عمه الحسين السبط رضي الله عنهما؛ فأثخنته الجراح، فانتشله أسماء بن خارجة الفزاري، وكانت من أخواله، وحملته إلى الكوفة، وعالجته حتى شفي، وأنقذته من خطر الموت، إذ كانت مرتزقة الأمويين تريد أن تجهز عليه لما ألفوه في ميدان المعركة مثخنا بالجراح، وعاد إلى المدينة المنورة، ووقف من قضيته موقفا شجاعا، أبيا، مشرفا.
    عقبه الطيب المبارك:
    أعقب الحسن المثنى رضي الله عنه: خمسة رجال على الأرجح، هم: عبد الله المحض، وإبراهيم والحسن المثلث، وهؤلاء الثلاثة أمهم فاطمة بنت الحسين السبط ابن علي رضي الله عنهم.
    وداود، وجعفر، وأمهما أم ولد تدعى حبيبة.
    وزاد بعض المؤرخين: علي العابد، ومُحَمَّدٌ، ولم يذكر أمهما؛ إلا أنه من الأكيد أنها غير فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه.
    وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحسن السبط لا عقب له إلا من الحسن المثنى، وزيد الأبلج رضي الله عنهم، وعقب من سواهما درج.
    وفاته رضي الله عنه:
    لبى الحسن المثنى نداء ربه جل جلاله سنة سبع وتسعين(97) للهجرة النبوية الشريفة عن عمر يقدر بحوالي أربع وسبعين سنة(74)
    ب- نبذة عن حياة عبد الله الكامل:
    1- ميلاده : يقدر تاريخ ميلاده رضي الله عنه بسنة سبعين(70) للهجرة النبوية الشريفة، وكانت طيبة الغراء مسقط رأسه.
    وقد لقب بالمحض لأنه ابن الحسن السبط، وابن الحسين السبط، فهو محض في سلالة فاطمة الزهراء، رضي الله عنها، وعلى كرم الله وجهه، وابن سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    كما لقب بالكامل لأنه كامل خلقا، وخلقا، وعلما، وسخاءا وجودا، ومحتدا، وشهامة، وذكاءا، وشجاعة، وإباءا، فهو المحض، وهو الكامل مجازا.
    2- سجاياه، ومكانته العلمية:
    كان رضي الله عنه عالما متبحرا جليلا، ومحدثا كبيرا حجة، ضابطا، وحافظا؛ له ذكر جميل في عالم المحدثين، وأثر جليل في كتب الصحاح، والسنن، وشيخ من شيوخ الحديث الثقات، الحافظين لحديث جده مرتين صلى الله عليه وسلم.
    فروى الحديث عن أمه فاطمة بنت الحسين السبط، رضي الله عنه، وروى عن الإمام أبي بكر بن حزم، وعن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعن عكرمة مولى ابن عباس، وعن إبراهيم بن محمد بن طلحة.
    وقال الرازي في الجرح والتعديل: إنه روى عن أبيه عن جده.
    وروى عنه: ليث بن أبي اسلم، وسفيان الثوري، وابن علية، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وعبد العزيز بن المطلب، وروح بن القاسم البصري، ويزيد بن أسامة بن الهادي، وجهم بن عثمان.
    وقال عنه يحيى بن معين، والمغيرة الرازي، وغيرهما: إنه كان إماما ثقة، وروايته صادقة.
    كما كان إلى جانب هذا فقيها مجتهدا، وورعا زاهدا، وأديبا ملتزما، وأريحيا شهما وجوادا سخيا كبيرا، وشجاعا أبيا....
    وكان يعرف بشيخ الهاشميين في عهده؛ ولما بايع الهاشميون - الذين من بينهم المنصور - ابنه محمد النفس الزكية، وتخلى المنصور عن بيعته وأراد الخلافة لنفسه، وآلت الخلافة الإسلامية إلى بني العباس أودعوه في غياهب السجون، وتلقوا أبناءه بأقسى أنواع التنكيل، من قتل، وتعذيب، وسجن، وامتدت هذه المعاملات الوحشية إلى بعض الأئمة كمالك بن أنس، والنعمان بن ثابت(أبي حنيفة).
    وكان موسى الهادي، وأخوه هارون الرشيد من ألد أعدائهم، وأشدهم ذحولا، وحنقا عليهم، بسبب تلك البيعة، ومطالبة محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بحقه فيها؛ فحدث ما حدث فظن شرا، ولا تسأل عن الخبر !!
    3-وفاته رضي الله عنه:
    لقي الله خلاصة ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، شيخ بني هاشم، وشيخ المحدثين الإمام عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بعد أن رماه المنصور ضمن جماعة من العلويين في نفق تحت الأرض بالكوفة، وطرحت عليهم أثقال الطين المبلل، كيلا يتمكنوا من حرية التحرك، و بعد أن تعرض هذا الإمام العظيم لما لا يروق ذكره للنفوس المسلمة الأبية من الامتهان، والتعذيب من طرف أبناء عمه العباس بن عبد المطلب؛ ولم يكن إصباح يومهم معهم بأفضل من ليل الأمويين مع أهل البيت النبوي العظيم.
    وقد وقع هذا الحادث الفظيع، الأليم في بحر سنة 145هـ وقد عاش رضي الله عنه خمسا وسبعين75 سنة.
    ولله الأمر من قبل ومن بعد، والأيام أيامه جل شأنه، ويداولها بين الناس.

    -------------------------
    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:48. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:39 pm

    ........تابع........

    وفي هذا العراك العنيف المحتدم، والجو السياسي الرهيب برزت لنا شخصية البطل العملاق المولى إدريس الأكبر بن عبد الله المحض، فماذا عنه؟
    ج- إدريس الأكبر :
    هو إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى.
    1-ميلاده ونشأته:
    ولد رضي الله عنه في المدينة المنورة، وكانت أمه: عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومية.
    2- جوانب حياته: العلمية:
    عاصر الإمام إدريس الأكبر الإمام مالك بن أنس، وكان إماما في العلوم الشرعية، ومجتهدا مطلقا، حُرِمَ العالم الإسلامي من الارتواء من معينه العلمي الغزير، وحالت الأحداث السياسية الدامية التي عاشها مع إخوته وبعض أبناء أعمامه في الصراع المسلح مع بني العباس، دون نشره للعلم، ودون أن يثبت في مكان ما لاستقبال طلبة العلم.

    3- جانبه العلمي، وسجاياه الخلقية، ومظاهر بطولته:
    درس المولى إدريس الأكبر القرآن العظيم، وحفظه، ودرس علوم الحديث، والفقه، والتفسير، منذ صغره، وكانت أسرته أسرة ثرية، تحتل مركزا اجتماعيا في قمة المجد.
    وفي الجانب الأخلاقي كان تقيا، عابدا، ورعا، وزاهدا في الفاني، شديد التواضع، وتحليا بالحلم، والعفو.
    وكان شديد حدة الذكاء، والصبر، والشجاعة، والإقدام والجرأة، والإباء، والشدة في الحق، وقوة الشخصية، والقدرة على الإقناع، سديد الرأي، بعيد النظر وسديد البصر بالأمور السياسية، بعيد المرمى فيها، وقوي العزم، والإرادة.
    صفات وشمائل بهرت أمير أوربة، وزعيمها إسحاق بن محمد بن عبد الحميد الأوربي، ومن ثم أذاع أسرار هذه الصفات، ونشرها بين قبيلته، وأذاعها بين الناس، وجعلته يسارع إلى التخلي له عن الحكم، ويصاهره.
    وما من شك في أن الأحداث السياسية، والعسكرية الدامية، التي عاشها في المشرق الإسلامي، خلال ثورتي العلويين ضد العباسيين، اللتين فشلتا، أكسبته تجارب، وحنكة جعلته رجلا فذا، وعملاقا سياسيا عظيما، وبطلا عسكريا مظفرا، وحيدا من نوعه، وطرازا متميزا عن غيره.
    ولئن أهمل المؤرخون دوره في تلك المعارك، ولم يذكروا عنه شيئا بالتحديد، سوى الضربة التي سددها لخالد البربري، أو البريدي، فإن الأحداث التاريخية التي صنعها فيما بعد دلت على أنه عملاق سياسي أنوف، ما كان ليرضى بالمقام أسيرا في قبضة العباسيين،ولم يقبل أن يسقط قتيلا مجندلا بسيوف البغي والعدوان، أو مقيما على الذل والهوان،أو قائما بدور المتفرج على العمليات الوحشية،وحرب الإبادة، التي يشنها العباسيون على بقية العلويين،لاستئصال شأفتهم!
    فنجا بذكائه،وشجاعته من مأساة الإسلام،والعروبة الثانية-بعد كربلاء- (فخ)، وسلك سبيل النجاة نحو المغرب الإسلامي،وكأنه كان يتمثل بقول المتنبي، الذي جاء من بعده:
    غَيْرَ أَنَّ الْفَتَى يُلاَقِي الْمَنَايَا كَالِحَاتٍ وَلاَ يلاَقِي الْهَوَانَا
    وتاليا قوله تعالى :{وَعَدَ اللهُ الذِينَ ءَا مَنُوا مِنكُمْ وعملوا الصلحت ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا..}
    ولم يباشر قيادة الأمور الحربية، والسياسية إلا في المغرب، حيث ظهرت عبقريته في إنشاء الدول، وتجلت عملقته السياسية، والعسكرية في إنشائه لدولة هو غريب في بلادها، وضيف على شعوبها، فكيف تم ذلك؟
    نجا إدريس رضي الله عنه من معركة فخ التي وقعت يوم التروية سنة تسع وستين ومائة للهجرة، في موضع من ضواحي مكة المكرمة يعرف بفخ.
    وفي أعقاب هذه المعركة أم المولى إدريس الأكبر المغرب الإسلامي صحبة مولاه راشد بن منصة الأوربي، البربري، البطل العملاق الشهير بالوفاء لمواليه آل عبد الله المحض خاصة، وللعلويين عامة، ومعلوم لدى المؤرخين أن موطن أمه كان منطقة جبل زرهون بالمغرب .
    ومرا بمصر، وتونس، ونجيا بصورة غريبة، رغم شدة الطلب في إدراكهما، وحرص موسى الهادي، وأخيه هارون الرشيد على القبض عليهما، والتنكيل بهما، وبمن أعانهما ....
    ولكن الله تعالى الغالب على أمره، والمؤيد بنصره من يشاء حفظ المولى إدريس، ومولاه من الأعداء، وأبدلهما من بعد خوفهما، أمنا، وأستخلف المولى إدريس في الأرض، وآتاه الملك، والحكمة؛ مما تركه متوارثا في أعقابه الطاهرين الطيبين.
    ففي ربيع الأول سنة 172هـ (أغسطس 787م) (1) نزل ضيفا على إسحاق بن عبد الحميد الأوربي صاحب مدينة وليلي قاعدة جبل زرهون، فأكرمه، وبالغ في الحفاوة به ..
    وبعد مضي ستة أشهر من مقامه بين ظهراني سكان زرهون، وتعرفهم على فضله، وكرم محتده، واطِّلاعهم على عظمة شأنه، وحصافة عقله، وأصالة رأيه، وعلو همته، أجمعوا على مبايعته سلطانا عليهم، وتمت بيعته يوم الجمعة رابع رمضان سنة 172هـ
    نشاطه العسكري والسياسي:
    شرع إدريس بن عبد الله في توطيد حكمه، وتوسيع دائرة نفوذه، وإرساء قواعد دولته، وتقوية وتعزيز سلطانه في وجه خطر الخلافة العباسية في المشرق، و ولاتها في المغرب الأوسط، ومن خطر حكام الأندلس، والمرتزقة المنتشرة في كل ناحية من نواحي الإمبراطورية الإسلامية، فغزا بلاد المغرب الأقصى، وأخضعها لسلطانه، وفتح مدينة تلمسان في المغرب الأوسط، وضمها لخريطة مملكته، ولم يزل رحمه الله يواصل جهاد القبائل المغربية، التي تعتنق اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، ويستنزلهم من حصونهم، ومعاقلهم حتى دخلوا في الإسلام طوعا، وكرها، ومن أبى اعتناق دين الإسلام أباده قتلا، وساقه سبيا.
    وعاد من غزوه لحصون مندلاوة، ومديونة، وبهلولة، وقلاع غياثة، وبلاد فازار إلى مدينة وليلي في منتصف جمادى الآخرة من سنة 172 هـ
    وفي شهر صفر سنة 174هـ دخل مدينة تلمسان وبنى مسجدها، ونصب منبرها، وكتب عليه: «بسم الله الرحمن الرحيم » "هذا ما أمر به الإمام إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم، وذلك في صفر سنة أربع وسبعين ومائة " .
    أهم القبائل المغربية التي ساندته في إنشاء دولته:
    أوربة، مطفرة، زراغة، سيدارة، قيامة، نفذة، مكناسة، عمارة؛ وجميع القبائل الأخرى، التي كانت تستوطن المغرب.
    ومن قبائل الجزائر: مغيلة، وبني يفرن، ومغراوة؛ أي مجموع الكتلة الزناتية من فاس إلى نهر الشليف في الجزائر.
    ولم يكن معه من العرب سوى مئات اخترق بهم تامسنة، إلى تادلة، إلى الأطلس الكبير.
    وفاته رضي الله عنه:
    بلغ هرون الرشيد الخليفة العباسي ببغداد أن الإمام إدريس استقام له أمر المغرب، وأن شأنه قد استفحل، وأنه بنى مسجد تلمسان، وأنه على نية غزو إفريقية (تونس) فخاف عاقبة خطره على عرشه، وقلق لذلك قلقا شديدا، فاستشار وزيره يحيى بن خالد البرمكي في شأنه، فأشار عليه بإرسال رجل محتال، داهية وماكر ليحتال للتوصل إلى إدريس، ليدس له السم في عطر؛ ووقع اختيارهما على رجل يدعى الشماخ من حاشية يحيى بن خالد، معروف بالدهاء والمكر، والخبث، ومسلح بالفصاحة، و اللسن، ومتفوق في التملق، فأغراه الرشيد بالأموال الطائلة، وزوده بكل ما يزيد على حاجته، وما يمكن أن يحتاج إليه، وكتب له الوصايا إلى عماله على الأقاليم الخاضعة لنفوذه، ووعده بولاية يختارها، وبما يود الحصول عليه إن قتل إدريس؛ فالتزم الشماخ للرشيد قتل الإمام إدريس.
    وهكذا قدم الشماخ على إدريس معلنا تشيعه للعلويين، ومظهرا براءته من الدعوة العباسية، ومشيدا بالنـزوع إلى الإمام، فسحره ببيانه، وخطبه الطنانة التي كان يلقيها في الجوامع، والأندية، والمحافل ويصرح فيها بفضائل العلويين، ومآثرهم، وأحقيتهم في الخلافة، فأنس له المولى إدريس، وانخدع ببلاغته، وحسن تملقه؛ مما أتاح له فرصة تنفيذ مأموريته الخبيثة، وتحقيق مآربه الركيكة، وجعل يترقب فرصة غياب راشد، الذي كان لا يطمئن إليه، ويشدد الحراسة على مولاه إدريس خوفا عليه من أعدائه الكثيرين، ويعلم أن الحكام العباسيين لن يتوانوا في تدبير مكيدة للفتك بالإمام إدريس .
    ولكن الله تعالى غالب على أمره، ولا راد لقضائه {وكان أمر الله قدرا مقدورا} . فشاء تعالى أن يغيب راشد غير بعيد، ويمكث بعض الوقت خارج منزل إدريس، فيدخل عليه الشماخ، ويشرع في تملقه، ودهائه فيطمئن الإمام لحديثه، ولما لاحظ أن حيلته تمت، ونجاحه صار على قاب قوسين أو أدنى قدم له قنينة مسدودة، ظاهرها أنها طيب ممتاز، وباطنها سم ساعة قتال.
    فقال له يا سيدي الإمام هذا أجود عطر عرفته البلاد كنت قد اخترته لك لتتطيب به، فخذه إليك هدية!
    ولما فتحه الإمام وشمه سقط مغشيا عليه، فهرع الوغد إلى مصطب الخيل، فأمتطى أجود فرس فيه، وفر هاربا على وجهه يؤم المشرق ...
    وما مرت دقائق حتى التحق الإمام بالرفيق الأعلى؛ ووقع هذا الحادث الأليم، المؤسف في مستهل ربيع الثاني سنة 177هـ.
    وقد دفن الإمام الشهيد إدريس بباب مدينة وليلي، ومزاره مشهور حتى الآن، ومعروف لدى المغاربة بمزار زرهون.
    وقام بأمر الدولة من بعده مولاه راشد ريثما تضع زوجته الحبلى حملها، وأملا في أن تلد غلاما ....إلخ

    [color=black
    ]-------------------

    1- حسب قول صاحب الإستقصا، وعبد الرحمان بن خلدون، والبكري، وروض القرطاس، وسلوة الأنفاس،
    وزهر الآس، وجذوة المقتبس.

    -----------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:51. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .[/
    color]
    ......................يتبع.....................
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:44 pm

    ........تابع........

    د- إدريس الثاني الأزهر:
    ترك الإمام إدريس بن عبد الله الكامل ابنه إدريس الثاني حملا في بطن أمه، وولد بعد وفاته بحوالي أربعة أشهر، فماذا عن حياته العامة؟
    1- ميلاده ونشأته :
    أ- ولد إدريس الأزهر يوم الاثنين لثلاث خلون من رجب، سنة 177هـ وحسب أقوال البكري، وابن الأثير، وأصحاب: روض القرطاس، وزهر الآس، والحلة السيرا، فإنه ولد في شهر ربيع الثاني سنة 175هـ وهو الأقرب إلى الصواب.
    ولما ولد أخذ له مولاه راشد بيعة البربر يوم ميلاده، واليوم السابع منه؛ وكانوا قد بايعوه حملا قبل أن يبايعوه رضيعا، ثم بايعوه غلاما، ولما ناهز الحلم جددوا له البيعة بجامع وليلي، وهو في الحادية عشرة من عمره، وتمت هذه البيعة غرة ربيع الأول من سنة 188هـ .
    ولدى معظم المؤرخين أنها تمت يوم الجمعة، مستهل ربيع الثاني، سنة186هـ (10/3/802م). وهناك قول آخر يخالف هذين القولين.
    ب- لما ولد إدريس الأزهر كفله مولاه راشد، وقام بأمره أحسن قيام، فأقرأه القرآن حتى أجاد حفظه، وأتقن فنون تجويده ورسمه؛ وهو ابن ثمان سنين، وعلمه الحديث والسنة، والفقه، واللغة العربية، وعلومها، ورواه الشعر، وأمثال العرب، وحكمها، وأطلعه على سير الملوك، وعرفه أيام الناس، وعلمه الفروسة، ودربه على ركوب الخيل وعلمه الرماية، وسائر فنون الحرب ومكايده! ولم يبلغ هذا السن حتى استحق البيعة كإمام كفء، ورشحته معلوماته الغزيرة، وعبقريته الفذة، وذكاؤه المفرط لاعتلاء عرش المملكة بجدارة منقطعة النظير، ولارتقاء منصة الإمامة المغربية الكبرى.
    وفي هذه السنة بالذات دس الغاشم إبراهيم بن الأغلب والي إفريقية (تونس) من قبل هارون الرشيد- إلى آثم بربري أموالا طائلة لقتل البطل المغوار: راشد بن منصة مولى الإدريسيين، فقتله غيلة، ولكن ذلك لم يمس من نمو حكم إدريس، ولم يخضد من شوكته، بل وقع العكس؛ ووردت في ابن الأغلب الآية الكريمة:{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}.
    ويقول ابن الأغلب مخاطبا هارون الرشيد، وممتنا عليه فعلته الخبيثة، وخساسة ضميره الركيكة:
    * أَلَمْ تَرَنِي بِالْكَيْدِ أَرْدَيْتُ رَاشِدًا ** وَإِنِّي بِأُخْرَى لاِبْنِ إِدْرِيسَ رَاصِدُ *
    لكن الله جل جلاله عصم الإمام إدريس الثاني من كيد ابن الأغلب، وحفظه من شره، ولم ينل منه، ولا من الرشيد أي سوء، ورد كيد وزير الرشيد البرمكي في نحره، وألقى العداوة الفتاكة، والمبيدة بينه وبين الخليفة العباسي، الذي نكل بالبرامكة شر تنكيل.
    {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور}
    هذا وبعد مقتل راشد رحمه الله قام بكفالة المولى إدريس من بعده أبو خالد يزيد بن الياس العبدي.
    وللبكري وعبد الملك الوراق، وصاحب روض القرطاس وابن خلدون اختلاف في تاريخ بعض هذه الأحداث، فلينتبه لذلك.
    ولما استقام الأمر لإدريس الثاني، وتوطد ملكه في المغرب، وعظم سلطانه، وكثرت جيوشه، وأتباعه هرعت إليه الوفود من البلدان، فاستمر طيلة سنة 188هـ يستقبلها، ويبذل الأموال الطائلة في الناس، ويستميل رؤساء القبائل، وزعماء العشائر!
    وفي سنة 189هـ جاءته وفود العرب من إفريقية، والأندلس فاجتمع لديه خمسمائة (500) فارس من قيس، والأزد، ومذحج، ويحصب، وغيرهم؛ فاستوزر منهم عمير بن مصعب الأزدي، الفارس الصنديد المشهور؛ وهو أول وزير عرفه المغرب عبر التاريخ الإسلامي، العربي!
    واستقضى منهم عامر بن محمد بن سعيد القيسي، تلميذ مالك بن أنس، وسفيان الثوري.
    صفاته الخَلقية، والخُلقية:
    كان المولى إدريس الثاني أبيض اللون، مشربا بحمرة أدعج العينين، جعد الشعر،
    متباعد مابين المنكبين، شثن الكفين، والقدمين أبلج(1)، أفجل(2) ، أعج(3) .
    كما كان عالما بكتاب الله تعالى، قائما بحدوده، راويا للحديث، عارفا بالسنة، والفقه، وأصول الأحكام؛ وتقيا، ورعا، وجوادا كريما، وشجاعا مقداما، راجح العقل، واسع الحلم، ولا يحجم في مهام الأمور؛ وكان شاعرا مجيدا؛ ومما ينسب إليه من الشعر المقطوعة التي مطلعها:
    * لَوْ مَالَ صَبْرِي بِصَبْرِ النَّاسِ كُلِّهِمُ ** لَضَلَّ فِي رَوْعَتِي أَوْ ضَلَّ فيِ جَزَعِي *
    عبقريته في إنشاء مملكة واسعة الأرجاء، ومنجزاته الإدارية، والعمرانية، والعسكرية:
    استحدث إدريس الثاني نظام الوزارة، وبنى مدينة فاس، في سنتي 192-193هـ وسار على نهج أبيه المؤسس الحقيقي لأول دولة كبيرة في المغرب، منذ الفتح الإسلامي، واستولى على المغربين: الأقصى، والأوسط، وجمع العرب، والبربر في صعيد سياسي موحد!
    واستطاع بحزمه، وحكمته أن يحبط مؤامرات الأغالبة، وقوة هارون الرشيد، وموارده الاقتصادية، والتي لا تنضب، والتي تدعمهم، وتشليهم عليه.
    وهكذا تمكن إدريس الثاني من تثبيت سلطانه في قبائل البربر العاتية، دون أن يكون له سند من العصبية بينها؛ كما تمكن في ظرف قصير من توسيع القاعدة الصغيرة التي وضعها أبوه، والتي تشكل أوربة دعامتها، ومد حدود مملكته عبر جبال الأطلس، جنوبي مراكش، حتى درعة، حيث مناجم الذهب، التي تمثل أكبر قيمة في الموارد الاقتصادية، مما يضمن إنجاح مشاريع التوسع، والتشييد.
    وضمن لدولته موانئ المحيط الأطلسي، والسيطرة على مضيق طارق، من طنجة، وسبتة، قاعدتي الوثبة على الأندلس.
    وهكذا استطاع أن ينشر الإسلام في الأراضي المتوحشة، وبين سكان الجبال الوعرة، والصحاري الشاسعة، والتي أحجم الرومان عن اقتحامها، وجعلها مركز الإشعاع الإسلامي، والثقافي العظيم، الذي قاعدة انطلاقه مدينة فاس، التي تمثل مجد، وعبقرية الأدارسة!
    وفاته رضي الله عنه:
    لبى الإمام إدريس رضي الله عنه نداء ربه جل جلاله في ثاني جمادى الآخرة سنة 213هـ عن عمر يبلغ ستا وثلاثين سنة.
    وقد دفن بمسجده إلى جنب أبيه إدريس الأكبر بمدينة وليلي، حسب قول صاحب الإستقصا.
    وأعقب من الأولاد الذكور اثنى عشر ذكرا، أكبرهم محمد، وعبد الله، وعيسى ، وأحمد، وجعفر، ويحي، والقاسم، وعمر ، وعلي، وداود، وحمزة؛حسب رواية صاحب روض القرطاس، وغيره، وزاد ابن حزم ولدين هما: الحسن والحسين.
    وولي الأمر منهم من بعد إدريس مباشرة المولى محمد بعهد منه، فماذا عنه؟

    [color:d582=black
    ]-----------------

    1- وجهه وضاء، مشرق. 2- متباعد مابين الرجلين. 3- مغوار في الحرب.

    -----------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:57. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .

    ......................يتبع.....................
    أحمد سالم السباعي
    أحمد سالم السباعي


    عدد المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 09/10/2011

    آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم Empty رد: آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 5:49 pm

    ........تابع........

    محمد بن إدريس:
    تاريخ ميلاده، ومسقط رأسه:
    لم تتحدث المصادر، والمراجع التي توجد حالا في موريتانيا عن تاريخ ميلاده، ولم تذكر محل ميلاده.
    وبما أن والده إدريس بنى مدينة فاس،ونقل إليها قاعدة حكمه، فإن ذلك يجعل من المفروض أن يكون مسقط رأس المولى محمد بهذه المدينة، على أقرب احتمال.
    وكانت أمه من أشراف قبيلة نفزة البربرية.
    نشأته:
    لقد ربى إدريس ابنه محمدا أحسن تربية، ونشأه على القيام بأعباء الحكم، والنهوض بمسؤولية الدولة، فنشأ عبقريا سياسيا محنكا، وقائدا عسكريا مظفرا، وولي الأمر من بعد أبيه بعهد منه إليه، ولما باشر تسيير شؤون دولته قسم بلاد المغرب بين إخوته بإشارة من جدته كنزة أم إدريس، وأشرك معهم ابن عمه سليمان بن عبد الله المحض، فخصه بولاية تلمسان.
    صفاته الخلقية:
    يجمع المؤرخون على نعت محمد بن إدريس بالعقل، والشجاعة، وحسن السياسة، والتدبير!
    كما يصفونه بالعلم، والفضل، والعدل في الرعية؛ وقد نهج في الحكم نهج أبيه، وجده.
    إلتحاقه بالرفيق الأعلى:
    لبى الإمام محمد بن إدريس بن إدريس نداء بارئه تعالى في شهر ربيع الثاني سنة221هـ (فبراير836م) حسب قول بعض المؤرخين.
    ودفن بشرقي جامع مدينة فاس، بعد أن عهد بالأمر لابنه علي المعروف بحيدرة، جد الشرفاء أهل جبل العلم، الذين منهم المشيشيون، أبناء عبد السلام بن مشيش شيخ المشايخ، ومنهم الوزانيون أعقاب يلمح بن مشيش أخي القطب عبد السلام. وقد حكم المغرب ثمان سنوات، حسب قول ابن أبي زرع، والناصري، وابن خلدون.
    هذا وقد بويع علي حيدره وعمره تسع سنوات، وأربعة أشهر، وقام بأمره أولياؤه، وحاشيته من العرب، والبربر، وأحسنوا كفالته، وأخلصوا له الطاعة.
    وكانت أيامه أيام خير؛ وقد امتاز بالذكاء، ودماثة الأخلاق، وحسن السيرة، وكان عادلا، وشجاعا أبيا، وسار بسيرة آبائه في العدل، والقوة، وضبط الثغور.
    وقد التحق بالرفيق الأعلى في شهر رجب من سنة 234هـ والدوام للحي الدائم الباقي جل جلاله.
    الخلاصة:
    لقد عمل الأدارسة في مجال تركيز الحضارة الإسلامية، والعربية عملا يفوق كل ما قامت به دول الإسلام في المنطقة من قبلهم، ومن بعدهم!
    وليس بالأمر السهل تخليصهم للمغرب من قبضة القبائل الكبيرة العاتية، التي كانت تنتشر فيها الديانات، والنحل المختلفة، من صفرية، إلى يهودية، ونصرانية، ووثنية، والتي كانت تطوح بالمغرب، وتجعله يعيش في خضم هائل من الفوضى السياسية، والاضطرابات الاجتماعية، ودامت هذه الحالة فيه قرابة نصف قرن من الزمن.
    وقد حطم الأدارسة سلطان هذه القبائل، وقضوا على معتقداتها الفاسدة، وأيديولوجياتها الباطلة وأحلوا محلهما الإسلام الصحيح، ومذهب أهل السنة القويم فيها !
    وهكذا بلغت دولة الأدارسة أوج عظمتها في عهد إدريس الثاني، وعاشت فترة استقرار في عهد ابنه محمد، ومحافظة على ما تحقق في عهد سلفيه الإدريسين؛ غير أن توزيعه لمتروكهما الإداري على إخوته لم يكن أمرا تحمد عقباه فيما بعد!
    والأمر لله من قبل ومن بعد !!
    نقباء الأشراف الأدارسة في المغرب عبر العصور:
    - إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي..
    حكم المغرب في رمضان سنة 172 و177 هـ.
    - إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط..
    حكم المغرب في جمادى الآخرة سنة 177هـ ربيع الأول سنة 213هـ.
    - محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    حكم المغرب سنة 213هـ و221هـ.
    - علي الأول بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم المغرب سنة 221هـ و234هـ.
    - يحيى الأول بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم المغرب من سنة 234هـ.
    - يحيى الثاني بن يحيى الأول بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم المغرب مدة غير معروفة.
    - علي الثاني بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم المغرب مدة غير معروفة.
    - يحيى الثالث المقدام بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم المغرب مدة غير معروفة.
    - يحيى الرابع بن إدريس بن عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض..
    حكم الأندلوس في سنة 292هـ و 130هـ.
    ----------------------

    محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأشراف بفاس.
    حمدون بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأشراف بتلمسان.
    أحمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بمكانسة تاولا، وبلاد خازان.
    عيسى بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بشالة سالي أزمور.
    عبدالله بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بأغمات، وبلاد نفيس، السدى الأقصى، بلاد المصامدة.
    يحيى بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بالبصيرة بالمغرب، أصيلي العرائش.
    داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة ببلاد هواره تسول.
    عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بتيجناس ترغة صهاجة.
    القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى..
    عميد الأسرة بطنجة، سبتة، قلعة النسر، قطوان، بلاد المصوره.


    -----------------

    المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:61. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
    ......................يتبع.....................

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 5:45 am