مكانة أهل البيت عند الله تعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
إن الله تبارك وتعالى فضل، وعظم أهل بيته، تعظيما وتكريما لرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم، وأكد على وجوب مودتهم ومحبتهم، والإحسان إليهم، وتعظيمهم في قوله تعالى: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية: 23. كما أن من تعظيم وتشريف آل البيت ذكرهم خمس مرات في اليوم والليلة، وذلك في التشهد الأخير من كل صلاة مكتوبة، وهذا الربط جاء في الصلاة الإبراهيمية التي هذا نصها: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
يقول القائل في طيبهم وفضلهم:
* طِبْتَ بَيْتًا وَطَابَ أَهْلُكَ أَهْلاً ** أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ وَالإِسْلاَمِ *
* رَحْمَةُ اللهِ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُم ** كُلَّمَا قَامَ قَائِمٌ بِسَلاَمِ *
قال الشافعي رحمه الله في محبتهم والصلاة عليهم:
* يَاآلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ ** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلَهُ *
* يَكْفِيكُمُ مِنْ عَظِيمِ الْقَدْرِ أَنَّكُمُ ** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ *
وقال آخر:
* فَلاَ تَعْدِلْ بِأَهْلِ الْبَيْتِ خَلْقًا ** فَأَهْلُ الْبَيْتِ هُمْ أَهْلُ السِّيَادَهْ *
* فَبُغْضُهُمُ مِنَ الإِنْسَانِ خُسْرٌ ** حَقِيقِيٌّ وَحُبُّهُمُ عِبَادَهْ
والصادق في حب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو من تظهر عليه علامة ذلك من خلال حبه لآل بيته. وأهل البيت هم المختصون بالطهارة الحقة، فهم الذين اختصهم الله بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا ورثة علمه والداعين إليه، وأظهرهم ليظهر لك عجائب قدرته، وأكرمهم بمختلف الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من إطاعة هوى أنفسهم حتى صارت كل أفكارهم مستقلة به سبحانه وتعالى، وعلاقاتهم معه لا مع غيره.
وهذا ما نستفيد منه عظمة مكانة من ينتسب للبيت النبوي الشريف، وما يلزمنا بالتعليق على هذه الآية الكريمة: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، وهذا الحديث النبوي الشريف بما قاله أئمة علماء التفسير، وعلماء الحديث عنهما: قال الإمام محمد بن جرير الطبري، والإمام إسماعيل بن كثير، بعد أن ذكر هذا الأخير عدة تفاسير لهذه المودة المطلوبة نكتفي منها بما يلي من قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تودوني في نفسي لقرابتي، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم".
ولا يخفى علينا أن مودته وحفظ قرابته صلى الله عليه وسلم يتمثل في مودة هذه القرابة، وحفظ مكانتها منه عليه الصلاة والسلام.
ما حكاه الإمام البخاري عن سعيد بن جبير أنه قال: "معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، وأن تحسنوا إليهم وتبروهم".
وروى السدي تفسيرا ثالثا مثله عن الإمام زين العابدين (علي) بن الحسين السبط، لما جيء به أسيرا إلى دمشق. ورواه الطبراني، ومحمد بن جرير الطبري من حــديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذه الآية أخص من الآية: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). لأن آية الأحزاب أشركت مع ذوي القربى الزوجات، وألحق النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته سلمان الفارسي، ومواليه. وللعلماء في تفاصيل ذلك تفاسير، وكلام ليس هذا محل ذكره، إلا أننا نأخذ منها عظم مكانة المنتمين لريحانتيه صلى الله عليه وسلم، ومن يليهم في السلم النسبي، ممن حرموا الصدقة مما يفرض علينا شرعا العمل بمقتضى ذلك.
فالله سبحانه وتعالى، فضل واصطفى وطهر وزكى، وأكرم آل بيته صلى الله عليه وسلم.
وإليكم بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في عظمة شأن أهل البيت النبوي الشريف في الإسلام، وتعريفهم:
روى الإمام مسلم في صحيحه، من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خـُمًّـا،بين مكة والمدينة،فحمد الله وأثنى عليه،ووعظ، وذكر،ثم قال:« أما بعد:ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي»، قال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة من بعده، قال ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم».
ولهذا الحديث روايات أخرى، وطرق مختلفة، كلها صحيحة، ومن جملة الأئمة الذين رووه مع مسلم: أحمد بن حنبل، والنسائي، وغيرهم...
وقد علق النووي عليه في شرحه لمسلم « المنهاج » بما حرفيته: « قوله صلى الله عليه وسلم: وأنا تارك فيكم ثقلين، فذكر كتاب الله وأهل بيته، قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما، وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما» الخ.
قلت: هذا الحديث أصل رفيع، ومدرك قوي في التعريف بأهل البيت، وعظمة شأنهم، وحقهم في المحبة والإكرام، والمودة؛ وقد بين فضائلهم حيث لم يبق شك لدى من ينشد الحق، ويبحث عن الحقيقة في علو مكانتهم في الإسلام، الثابتة في الكتاب والسنة، وحقهم في التعظيم.
وحسبنا أنه صلى الله عليه وسلم عطفهما في هذا الحديث على كتاب الله تعالى تعظيما لحقهم، وتبيانا لخطورة شأنهم عند الله تعالى، وعنده عليه الصلاة والسلام.
ألا ترى أنهم اشتركوا معه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة.
وهذا ما يدفعنا نحو التعرف على أقرب أهل بيته منه، من قرابته صلى الله عليه وسلم، فماذا عن ذلك؟
لا شك أن أقرب أهل بيته الشريف إليه هم: الزهراء، وعلي، وأسباطهما،: الحسن والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، فماذا عن الآثار التي وردت في أهل البيت عامة، وفي فضل علي وفاطمة، والحسنين خاصة؟
يقول القائل في طيبهم وفضلهم:
* طِبْتَ بَيْتًا وَطَابَ أَهْلُكَ أَهْلاً ** أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ وَالإِسْلاَمِ *
* رَحْمَةُ اللهِ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُم ** كُلَّمَا قَامَ قَائِمٌ بِسَلاَمِ *
قال الشافعي رحمه الله في محبتهم والصلاة عليهم:
* يَاآلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ ** فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلَهُ *
* يَكْفِيكُمُ مِنْ عَظِيمِ الْقَدْرِ أَنَّكُمُ ** مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لاَ صَلاَةَ لَهُ *
وقال آخر:
* فَلاَ تَعْدِلْ بِأَهْلِ الْبَيْتِ خَلْقًا ** فَأَهْلُ الْبَيْتِ هُمْ أَهْلُ السِّيَادَهْ *
* فَبُغْضُهُمُ مِنَ الإِنْسَانِ خُسْرٌ ** حَقِيقِيٌّ وَحُبُّهُمُ عِبَادَهْ
والصادق في حب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو من تظهر عليه علامة ذلك من خلال حبه لآل بيته. وأهل البيت هم المختصون بالطهارة الحقة، فهم الذين اختصهم الله بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا ورثة علمه والداعين إليه، وأظهرهم ليظهر لك عجائب قدرته، وأكرمهم بمختلف الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من إطاعة هوى أنفسهم حتى صارت كل أفكارهم مستقلة به سبحانه وتعالى، وعلاقاتهم معه لا مع غيره.
وهذا ما نستفيد منه عظمة مكانة من ينتسب للبيت النبوي الشريف، وما يلزمنا بالتعليق على هذه الآية الكريمة: (... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...)الشورى الآية (23) ، وهذا الحديث النبوي الشريف بما قاله أئمة علماء التفسير، وعلماء الحديث عنهما: قال الإمام محمد بن جرير الطبري، والإمام إسماعيل بن كثير، بعد أن ذكر هذا الأخير عدة تفاسير لهذه المودة المطلوبة نكتفي منها بما يلي من قوله صلى الله عليه وسلم: "أن تودوني في نفسي لقرابتي، وتحفظوا القرابة بيني وبينكم".
ولا يخفى علينا أن مودته وحفظ قرابته صلى الله عليه وسلم يتمثل في مودة هذه القرابة، وحفظ مكانتها منه عليه الصلاة والسلام.
ما حكاه الإمام البخاري عن سعيد بن جبير أنه قال: "معنى ذلك أن تودوني في قرابتي، وأن تحسنوا إليهم وتبروهم".
وروى السدي تفسيرا ثالثا مثله عن الإمام زين العابدين (علي) بن الحسين السبط، لما جيء به أسيرا إلى دمشق. ورواه الطبراني، ومحمد بن جرير الطبري من حــديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذه الآية أخص من الآية: (...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب (33). لأن آية الأحزاب أشركت مع ذوي القربى الزوجات، وألحق النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته سلمان الفارسي، ومواليه. وللعلماء في تفاصيل ذلك تفاسير، وكلام ليس هذا محل ذكره، إلا أننا نأخذ منها عظم مكانة المنتمين لريحانتيه صلى الله عليه وسلم، ومن يليهم في السلم النسبي، ممن حرموا الصدقة مما يفرض علينا شرعا العمل بمقتضى ذلك.
فالله سبحانه وتعالى، فضل واصطفى وطهر وزكى، وأكرم آل بيته صلى الله عليه وسلم.
وإليكم بعض الأحاديث الشريفة التي وردت في عظمة شأن أهل البيت النبوي الشريف في الإسلام، وتعريفهم:
روى الإمام مسلم في صحيحه، من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خـُمًّـا،بين مكة والمدينة،فحمد الله وأثنى عليه،ووعظ، وذكر،ثم قال:« أما بعد:ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به -فحث على كتاب الله ورغب فيه - ثم قال: وأهل بيتي»، قال حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة من بعده، قال ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم».
ولهذا الحديث روايات أخرى، وطرق مختلفة، كلها صحيحة، ومن جملة الأئمة الذين رووه مع مسلم: أحمد بن حنبل، والنسائي، وغيرهم...
وقد علق النووي عليه في شرحه لمسلم « المنهاج » بما حرفيته: « قوله صلى الله عليه وسلم: وأنا تارك فيكم ثقلين، فذكر كتاب الله وأهل بيته، قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما، وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما» الخ.
قلت: هذا الحديث أصل رفيع، ومدرك قوي في التعريف بأهل البيت، وعظمة شأنهم، وحقهم في المحبة والإكرام، والمودة؛ وقد بين فضائلهم حيث لم يبق شك لدى من ينشد الحق، ويبحث عن الحقيقة في علو مكانتهم في الإسلام، الثابتة في الكتاب والسنة، وحقهم في التعظيم.
وحسبنا أنه صلى الله عليه وسلم عطفهما في هذا الحديث على كتاب الله تعالى تعظيما لحقهم، وتبيانا لخطورة شأنهم عند الله تعالى، وعنده عليه الصلاة والسلام.
ألا ترى أنهم اشتركوا معه صلى الله عليه وسلم في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبة.
وهذا ما يدفعنا نحو التعرف على أقرب أهل بيته منه، من قرابته صلى الله عليه وسلم، فماذا عن ذلك؟
لا شك أن أقرب أهل بيته الشريف إليه هم: الزهراء، وعلي، وأسباطهما،: الحسن والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم، فماذا عن الآثار التي وردت في أهل البيت عامة، وفي فضل علي وفاطمة، والحسنين خاصة؟
-----------------------
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:36. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .
........ يتبع .........المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الإدريسي السباعي. وكتاب: درر العقود ووشي البرود، بنشر مآثر محمد الأمين ابن عبد الودود. الجزء الأول / ص:36. الطبعة: 2000م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ) .