من طرف أحمد سالم السباعي الأحد أكتوبر 09, 2011 4:25 pm
... تابع ...
وقال عليِّ كرم الله وجهه أيضا في المناجاة:
إلهي، كفاني فخرًا أن تكون لي ربَّا . وكفاني عِزَّا أن أكون لك عبدًا . أنت لي كما أحب ، فاجعلْني لك كما تحب .
ولله در القائل:
تَعَالَيْتَ قَدْرًا أَنْ تَرَاكَ أَعْيُنُنَا ... فَيَا لَيْتَنَا نَرَاكَ بِالرُّوحِ وَالسِّرِّ
فَإِنْ مُنِعَتْ رُوحِي بَهَاءَكَ أَوْ سِرِّي ... فَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا وَلاَ خَيْرَ فِي الْعُمْرِ
قال الناظم:
وَأَفْضَلُ الْعُلُومِ بِالإِطْلاَقِ ... عِلْمٌ بِهِ مَعْرِفَةُ الْخَلاَّقِ
وَهو الذِي يدعون بِالتَّوْحِيدِ ... وَلاَ يَرَوْنَ عَنْهُ عن مَحِيدِ
كَمَا يُسَمى عِنْدَ أَهْلِ الْفَهْمِ ... عِلْمُ الْعَقَائِدِ بِغَيْرِ وَهْمِ
****
وَمُوقِنٌ وُجُودَ رَبٍّ وَاعْتَرَفْ ... بِالْعَجْزِ عَنْ إِدْرَاكِهِ فَقَدْ عَرَفْ
وَلَيْسَ ذَنْبٌ فَوْقَ ذَنْبِ الْخَائِضِ ... بِالْفِكْرِ فِي ذَاتِ الْعَلِيِّ الْخَافِضِ
مَا انْفَكَّ حَادِثٌ عَنِ الْجَهْلِ بِهِ ... فَأَيْنَ لِلْمَخْلُوقِ عِلْمُ رَبِّهِ
****
غَايَةُ عِلْمِ الْعُلَمَا وَمُنْتَهَى ... إِدْرَاكِ أَرْبَابِ الْعُقُولِ وَالنُّهَى
أَنْ يَقْطَعُوا أَنَّ لِهَذَا الْخَلْقِ ... مُخْتَرِعًا أَوْجَبَِهُ بِالْحَقِّ
مُتَّصِفًا بِصِفَةِ الْكَمَالِ ... مُنَزَّهًا عَنْ ضِدِّهَا الْمُحَالِ
وَطُرُقُ الْمَعْرِفَةِ الْكِبَارُ ... عِيَانٌ أَوْ مِثَالٌ أَوْ آثَارُ
فَأَوَّلٌ مَنَعَهُ الْجَبَّارُ ... بِقَوْلِ لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ
وَالثَّانِي أَيْضًا لَمْ يَضِحْ لِلْعَقْلِ ... لأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مِنْ مِثْلِ
لَمْ يَبْقَ بَعْدَ ذَا سِوَى آثَارِ ... قُدْرَتِهِ فِي الْعَالَمِ السَّيَّارِ
****
وَكُلُّ مَا مِنَ الْكَمَالِ قَدُمَا ... فَذَاكَ وَصْفُ اللهِ جَلَّ فَاعْلَمَا
وَكُلُّ حَادِثٍ مِنَ الْكَمَالِ ... فَذَاكَ فِعْلُ اللهِ ذِي الْجَلاَلِ
****
لاَ تَكُنْ خَائِفًا سِوَى اللهِ شَيْئًا ... إِنَّهَا مِنْ شَوَاهِدِ التَّوْحِيدِ
****
كَيْفِيَّةُ الْمَرْءِ لَيْسَ الْمَرْءُ يُدْرِكُهَا ... فَكَيْفَ كَيْفِيَّتُ الْجَبَّارِ فِي الْقِدَمِ
هُوَّ الَّذِي أَنْشَأَ الأَكْوَانَ مُبْتَدِعًا ... فَكَيْفَ يُدْرِكُهُ مُسْتَحْدَثُ النِّسَمِ
****
إِنِّي بِذِي الصِّفَةِ الْعَلِيَّةِ لاَئِذُ ... مِمَّا أَخَافُ مَدَى الزَّمَانِ وَعَائِذُ
وَبِهَا سَأَلْتُ اللهَ نَيْلَ مَآرِبِي ... مَنْ حُكْمُهُ مَاضٍ عَلَيَّ وَنَافِذُ
****
سَمَاوَاتُكَ الْعُلَى وَأَرْضُكَ ذِي السُّفْلَى ... كَذَا الْعَالَمُ السُّفْلِيُّ وَالْعَالَمُ الأَعْلَى
شُهُودٌ عُدُولٌ لاَ تَخَافُ جِرَاحَةً ... عَلَى أَنَّكَ الْفَرْدُ الَّذِي عَدِمَ الْمِثْلاَ
****
إفادة
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعي: "ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! ".إنه الله- سبحانه وتعالى- خالق الكون العظيم!
****
وَإِنَّنِي حَقًّا بِدُونِ مَيْنِ ... أُشْهِدُكُمْ هُنَا شَهَادَتَيْنِ
أَنْ لاَ إِلَهَ حَقًّا إِلاَّ اللَّـهُ ... مُحَمَّدٌ أَرْسَلَهُ الإِلَـهُ
****
الْعَبْدُ مَفْعُولٌ بِهِ فَلْيَنْتَصِبْ ... فِي طَاعَةٍ وَالاِرْتِفَاعَ يَجْتَنِبْ
كَيْفَ ارْتِفَاعُهُ بِدُونِ رَافِعِ ... وَلَمْ بَنُبْ عَنْ فَاعِلٍ فِي الْوَاقِعِ
اللهم عجل بفضلك وكرمك هداية أمتنا, وأعنا على أداء واجباتنا, وارزقنا الإخلاص وصدق محبتك, واكتب لنا يا عظيم النصر على الأعداء, وأفرحنا بكرمك بنيل رضاك, وبدخول فردوسك, وبلذة النظر إلى وجهك الكريم يوم لقاك.
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد.
---------------------
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: الشريف أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي،
أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.