قصة البرابيش مع المولى عامر، وسبب تلقيبه بأبي السباع:
خرج مولانا عامر من مدينة (فاس) مسقط رأسه ومنبت شجرةجدوده سائحا كما هي عادة أهل الله، إلى أن وصل إلى بلد (تَلْمَسَانْ) فمكث فيها مدة ثم انتقل إلى (سُوس الأقصى) وصار يتعبد فيه وبنى خلوتهالكائنة بموضع يسمى (تزك أسباع) (بكاف معقودة) وهي ببلاد (أمريبط).
ولما اشتهر أمره في خلوته التي اختارها لعبادة ربه، وظهرت كراماته، وطار صيته، سمعت بذلك القبائل، وجاءوا إليه أفواجا فتحققوا أمره، وعرفوا فضله، فعظموه، وأجلوا قدره، وصاروا يخدمونه، ويهدون إليه نفائس ذخائرهم، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ قَبِيلَةُ (البَرَابِيشْ) وَبشأْنِ القبائلِ معَهُ،فَوَجَّهُوا إِلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَجُلاً، وَقَالُوا لَهُم ضَيِّقُوا عَلَيْهِ وَامْتَحِنُوهُ، فَإِنْأَبْدَى لَكُم بُرْهَانًا عَلَى صَلاَحِهِ وَوَلاَيَتِهِ، فَكُونُوا كَغَيْرِكُم أَو أكْثَر مَعَهُ، وَإِلاَّ فَاقْبِضُوا عَلَيْهِ، فلما سألوه الضيافةَ رحَّبَ بهم وَأنْزَلَهُم وَذَبَحَ لَهُم شَاةً مِنْ صَرِيمَةٍ كَانَتعِنده وصَنَعَ لَهُم طعاماً وقرَّبَهُ إِلَيهِم، فنظروا إِلَيْهِ وَقاَلوا له: لقد قَصَّرْتَ فيضيافتنا ولم تُقَدِّرْنَا قَدْرَنَا، وَالآنَ لاَ بُدَّ أَنْ تَذْبَحَ لِكلِّ وَاحِدٍ مِنَّا شَاةًوَإلاَّ فَتَكْنَا بِكَ، فَرَاوَدَهُمْ عَلَى الأَكْلِ مِمَّا قدَّمَهُ إِلَيْهم، وأنَّ فِيه كِفَايَة لَهُم بِعَوْنِاللهِ وَبَرَكَته، فامْتَنَعُوا وأَغْلَظُوا عَلَيْهِ الْقَول، فلما علم مقصودهم نَادَى بِأعلَى صَوْتهِ يَامَيْمُونْ فَحَضَرَ سَبعٌ هَائلٌ ثم نَادَى كذَلك فحَضَرَ آخَرُ وكُلَّمَا نَادَى حضَرَ سبعٌ إِلَىأَنْ بَلَغَتِ السِّباعُ عَدَدَ القَوْمِ، وفي روايةٍ اسْتَحَالَتِ الْغَنَمُ سِبَاعاً بِإذْنِاللهِ. ثم أَمَرَ مَوْلاَنَا عَامر السِّبَاع أَنْ تَهِرَّ ولا تَضُرَّ، فَصَارَ الْقَوْم يَلُوذُونَ بِهِوَيَقُولُونَ: يَا أَبَا السِّبَاع كُفَّ عَنَّا سِبَاعَكَ، وَنَحْنُ تَائِبُونَ إِلَى اللهِ، وَوَضَعُوا أَسْلِحَتَهُمأَمَامَهُ ثُمَّ أَمَرَ السِّبَاع فَتَفَرَّقَتْ، وَذَهَبَتْ مِنْ حِينِهَا (فَلُقِّبَ) مِنْ يَوْمَئِذٍ بِأَبِي السِّبَاعِ.
يقول العالم الأديب المؤرخ أحمدو بن إبراهيم الحسني رحمه الله
من قصيدة له:
* وَعَامِرُ هَذَا لَقَّبُوهُ لِفَضْلِهِ ... وَرِفْعَتِهِ أَبَا السِّبَاعِ الْمُنَادِيَا *
* لأَنَّ إِلَهَ الْعَرْشِ أَرْسَلَ أُسْدَهُ ... إِلَيْهِ لِتُرْدِي الظَّالِمِينَ الأَعَادِيَا *
*فَلُقِّبَ ذَا الأُسْدِ الَّذِي ذَاعَ صِيتُهُ... وَشَاعَ بِهَذَا لاَ يَزَالُ اللَّيَالِيَا *
ويقول العلامة محمدن بن محمد عبد الله، ناظما سبب تلقيب عامر الهامل بأبي السباع:
* وَعَامِرٌ ذَا سَارَ فِي حَالِ الصِّغَرْ ... جَرَّا عِبَادَةِ الْعَلِي حَتَّى بَهَرْ *
* لِذَاكَ قَدْ لَقَّبَهُ بِالْهَامِلِ ... أَهْلُ بِلاَدِهِ وَإِذْ لِلْعَامِلِ *
* علَى الْبَرَابِشِ أَتَتْ أَخْبَارُهُ ... بِأَنْهُ قُطْبٌ سَطَعَتْ أَنْوَارُهُ *
* أَخُو كَرَامَاتٍ عَلَى سِوَاهُ ... تَعَذَّرَتْ فَمَا لَهُ أَشْبَاهُ *
* حِينَئِذٍ أَرْسَلَ ذَا وَفْدًا إِلَيْهْ ... وَقَالَ إِنْ جِئْتُمْ فَضَيِّقُوا عَلَيْهْ *
* إِنْ لَمْ تَرَوْا كَرَامَةً تُبَرْهِنُ ... عَنْهُ وَإِنْ رَأَيْتُمُوهَا فَانْثَنُوا *
* وَلاَ تُصِيبُوهُ بِسُوءٍ وَدَعُوا ... عَلِّي بِإِتْيَانٍ لَهُ أَنْتَفِعُ *
* أَوْلاَ فَجِـيئُونِي بِهِ أَسِيرَا ... فَقَدْ أَضَلَّ جَمَّنَا الْغَفِيرَا *
* وَعَدَدُ الْوَفْدِ عَلَى الْمَشْهُورِ ... تِسْعُونَ شَخْصًا قَدْ سَعَتْ فيِ الْجُورِ *
* وَقِيلَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَدَدْ ... ذَا الْوَفْدِ وَالدِّفَاعُ لِي فِي ذَا سَنَدْ *
* فَجَاءَ ذَاكَ الْوَفْدُ فَاسْتَضَافَا ... مُعَجِّزًا ذَا الصَّالِحَ الْمِضْيَافَا *
ولما اشتهر أمره في خلوته التي اختارها لعبادة ربه، وظهرت كراماته، وطار صيته، سمعت بذلك القبائل، وجاءوا إليه أفواجا فتحققوا أمره، وعرفوا فضله، فعظموه، وأجلوا قدره، وصاروا يخدمونه، ويهدون إليه نفائس ذخائرهم، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ قَبِيلَةُ (البَرَابِيشْ) وَبشأْنِ القبائلِ معَهُ،فَوَجَّهُوا إِلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَجُلاً، وَقَالُوا لَهُم ضَيِّقُوا عَلَيْهِ وَامْتَحِنُوهُ، فَإِنْأَبْدَى لَكُم بُرْهَانًا عَلَى صَلاَحِهِ وَوَلاَيَتِهِ، فَكُونُوا كَغَيْرِكُم أَو أكْثَر مَعَهُ، وَإِلاَّ فَاقْبِضُوا عَلَيْهِ، فلما سألوه الضيافةَ رحَّبَ بهم وَأنْزَلَهُم وَذَبَحَ لَهُم شَاةً مِنْ صَرِيمَةٍ كَانَتعِنده وصَنَعَ لَهُم طعاماً وقرَّبَهُ إِلَيهِم، فنظروا إِلَيْهِ وَقاَلوا له: لقد قَصَّرْتَ فيضيافتنا ولم تُقَدِّرْنَا قَدْرَنَا، وَالآنَ لاَ بُدَّ أَنْ تَذْبَحَ لِكلِّ وَاحِدٍ مِنَّا شَاةًوَإلاَّ فَتَكْنَا بِكَ، فَرَاوَدَهُمْ عَلَى الأَكْلِ مِمَّا قدَّمَهُ إِلَيْهم، وأنَّ فِيه كِفَايَة لَهُم بِعَوْنِاللهِ وَبَرَكَته، فامْتَنَعُوا وأَغْلَظُوا عَلَيْهِ الْقَول، فلما علم مقصودهم نَادَى بِأعلَى صَوْتهِ يَامَيْمُونْ فَحَضَرَ سَبعٌ هَائلٌ ثم نَادَى كذَلك فحَضَرَ آخَرُ وكُلَّمَا نَادَى حضَرَ سبعٌ إِلَىأَنْ بَلَغَتِ السِّباعُ عَدَدَ القَوْمِ، وفي روايةٍ اسْتَحَالَتِ الْغَنَمُ سِبَاعاً بِإذْنِاللهِ. ثم أَمَرَ مَوْلاَنَا عَامر السِّبَاع أَنْ تَهِرَّ ولا تَضُرَّ، فَصَارَ الْقَوْم يَلُوذُونَ بِهِوَيَقُولُونَ: يَا أَبَا السِّبَاع كُفَّ عَنَّا سِبَاعَكَ، وَنَحْنُ تَائِبُونَ إِلَى اللهِ، وَوَضَعُوا أَسْلِحَتَهُمأَمَامَهُ ثُمَّ أَمَرَ السِّبَاع فَتَفَرَّقَتْ، وَذَهَبَتْ مِنْ حِينِهَا (فَلُقِّبَ) مِنْ يَوْمَئِذٍ بِأَبِي السِّبَاعِ.
يقول العالم الأديب المؤرخ أحمدو بن إبراهيم الحسني رحمه الله
من قصيدة له:
* وَعَامِرُ هَذَا لَقَّبُوهُ لِفَضْلِهِ ... وَرِفْعَتِهِ أَبَا السِّبَاعِ الْمُنَادِيَا *
* لأَنَّ إِلَهَ الْعَرْشِ أَرْسَلَ أُسْدَهُ ... إِلَيْهِ لِتُرْدِي الظَّالِمِينَ الأَعَادِيَا *
*فَلُقِّبَ ذَا الأُسْدِ الَّذِي ذَاعَ صِيتُهُ... وَشَاعَ بِهَذَا لاَ يَزَالُ اللَّيَالِيَا *
ويقول العلامة محمدن بن محمد عبد الله، ناظما سبب تلقيب عامر الهامل بأبي السباع:
* وَعَامِرٌ ذَا سَارَ فِي حَالِ الصِّغَرْ ... جَرَّا عِبَادَةِ الْعَلِي حَتَّى بَهَرْ *
* لِذَاكَ قَدْ لَقَّبَهُ بِالْهَامِلِ ... أَهْلُ بِلاَدِهِ وَإِذْ لِلْعَامِلِ *
* علَى الْبَرَابِشِ أَتَتْ أَخْبَارُهُ ... بِأَنْهُ قُطْبٌ سَطَعَتْ أَنْوَارُهُ *
* أَخُو كَرَامَاتٍ عَلَى سِوَاهُ ... تَعَذَّرَتْ فَمَا لَهُ أَشْبَاهُ *
* حِينَئِذٍ أَرْسَلَ ذَا وَفْدًا إِلَيْهْ ... وَقَالَ إِنْ جِئْتُمْ فَضَيِّقُوا عَلَيْهْ *
* إِنْ لَمْ تَرَوْا كَرَامَةً تُبَرْهِنُ ... عَنْهُ وَإِنْ رَأَيْتُمُوهَا فَانْثَنُوا *
* وَلاَ تُصِيبُوهُ بِسُوءٍ وَدَعُوا ... عَلِّي بِإِتْيَانٍ لَهُ أَنْتَفِعُ *
* أَوْلاَ فَجِـيئُونِي بِهِ أَسِيرَا ... فَقَدْ أَضَلَّ جَمَّنَا الْغَفِيرَا *
* وَعَدَدُ الْوَفْدِ عَلَى الْمَشْهُورِ ... تِسْعُونَ شَخْصًا قَدْ سَعَتْ فيِ الْجُورِ *
* وَقِيلَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَدَدْ ... ذَا الْوَفْدِ وَالدِّفَاعُ لِي فِي ذَا سَنَدْ *
* فَجَاءَ ذَاكَ الْوَفْدُ فَاسْتَضَافَا ... مُعَجِّزًا ذَا الصَّالِحَ الْمِضْيَافَا *
........... يتبع ...........