بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على النبي الحبيب الكريم
هذه نصيحة يوجهها الشريف أحمد سالم ابن عبد الودود ابن الحاج أحمد السباعي الدميسي، إِلَى عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُصُوصًا الشُّرَفَاءِ، إِخْوَتِهِ فِي اللهِ وَفِي النَّسَبِ، تحت عنوان:
نَصِيحَةٌ وَإِرْشَاد، لِمَا فِيهِ الْخَيْرُ وَالسَّدَاد
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِين، وَبَعْد:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أُذَكِّرُ نَفْسِي وَأُذَكِّرُكُمْ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَلاَ سِيَمَا إِذَا كَانَ شَرِيفًا أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ حَقَّ التَّقْوَى الَّذِي هُوَ اجْتِنَابُ الْمَنْهِياَتِ وَامْتِثَالُ الْمَأْمُورَاتِ ظَاهِرًا وَبَاطِناً، وَهَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ كُلُّ مُسْلِمٍ، وَالشَّرِيفُ إِذَا لَمْ يُحَافِظْ عَلَى انْتِسَابِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّقْوَى يَكُونُ ذَلِكَ سَـبَـبًا فِي مُضَاعَفَةِ عَذَابِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيءِ مَنْ يَاتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)الآية. فَقُرْبُ الشَّرِيفِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا يَزِيدُهُ تَكْلِيفًا، فَيَنْبَغِي لِلشَّرِيفِ أَنْ يَكُونَ أَتْقَى النَّاسِ وَأَعْدَلَهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَأَحْلَمَهُمْ وَأَصْبَرَهُمْ وَأَشْجَعَهُمْ وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى اتِّبَاعِ شَرِيعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْـمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ، فَهَذَا هُوَ الْمُسْلِمُ التَّقِيُّ الْكَرِيمُ عِنْدَ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )الآية، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلاَّ بِالتَّقْوَى. النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ». وَقَالَ: «أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَتْقَاكُمْ للهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ». وَقَالَ: «مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». وَقَالَ لِبَضْعَتِهِ فَاطِمَةَ وَلِعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ: «يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ مُحَمَّدٍ اعْمَلاَ لِمَا عِنْدَ اللهِ فَإِنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا».وَعَنْهُ صلى الله عليه وسلم: «آلُ مُحَمَّدٍ كُلُّ تَقِيٍّ».
وَقَدْ حَثَّ الْحُكَمَاءُ عَلَى ضَرُورَةِ التَّمَسُّكِ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى وَعَدَمِ الاِتِّكَالِ عَلَى النَّسَبِ، قال الشاعر:
**عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ ** وَلاَ تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ**
**فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ ** وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيفَ أَبَا لَهَبْ**
وقال آخر:
**لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ ** يَوْمًا عَلَى الأَحْسَابِ نَتَّكِلُ**
**نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا ** تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا**
وقال آخر:
**إِنَّــا لَنَبْنِـي عَلَى مَا شَيَّدَتْهُ لَنَـا ** آباَؤُنَا الْغُرُّ مِـنْ مَجْدٍ وَمِنْ كَـرَمِ
وَلاَ كَرَمَ أَعْلَى مِنَ التَّقْوَى، وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيرَةَ آلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَهْدِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالسِّبْطَيْنِ عَلِمَ أَنْ لاَ أَحَدَ أَشَدُّ مِنْهُمُ اجْتِنَابًا وَامْتِثَالاً وَتَخَــلُّقاً بِخُلُقِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، الذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُـلُقٍ عَظِيمٍ). وَقَالَتْ فِيهِ عَائِشَةُ "كَانَ خُـلُقَهُ الْقُرْآنُ" وَلَوْ كَانَ الْفَضْلُ بِحَسَبِ قُرْبِ النَّسَبِ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لَكَانَ الْعَبَّاسُ أَفْضَلَ الأُمَّةِ؛ لأَنَّهُ عَمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، الْبَاقِي بَعْدَهُ، وَلَكَانَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَفْضَلَ مِنَ الشَّيْخَيْنِ وَالإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى فَضْلِ الشَّيْخَيْنِ عَلَى الأُمَّةِ، وَلَكِنْ مَنْ فَاقَ مِنَ الآلِ بِعَمَلِهِ سَبَقَ غَيْرَهُ، فَحَمْزَةُ لَمَّا فَاقَ غَيْرَهُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالدِّفَاعِ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَارَ سَـيِّدَ الشُّهَدَاءِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا أَخَذَ الرَّايَةَ بِيَدَيْهِ حَتَّى قُطِعَتَا وَأَمْسَكَهَا بِعَضُدَيْهِ حَتَّى قُطِعَا خَصَّهُ اللهُ بِجَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ وَصَارَ يُدْعَى جَعْفَرَ الطَّيَّارَ. وَهَلُمَّ جَرَّا.
وَيَتَأَكَّدُ فِي حَقِّ أَهْلِ الْبَيْتِ الرَّحْمَةُ والتَّوَاضُعُ لِلْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالرَّفِيعِ وَالْحَقِيرِ اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ جَدِّهِمِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ؛ لأَنَّ التَّوَاضُعَ خُـلُقٌ شَرِيفٌ بِهِ تَخَلَّقَ جَدُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَتَّكِلُوا عَلَى مُجَرَّدِ النَّسَبِ، بَلِ الْوَاجِبُ أَنْ يُبَادِرُوا إِلَى مَا يُـبَلِّغُهُمُ النَّجَاةَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، لِمَا فِي الْخَبَرِ: «الْحَسَنَةُ حَسَنَةٌ وَهِيَ فِي بَيْتِ النُّبُوءَةِ أَحْسَنُ وَأَحْسَنُ، وَالسَّيِّئَةُ سَـيِّـئَةٌ وَهِيَ فِي بَيْتِ النُّـبُوءَةِ أَخْشَنُ وَأَخْشَنُ»، كَمَا أَنَّهُ يَتَأَكَّدُ فِي حَقِّهِمُ التَّخَلُّقُ بِأَخْلاَقِ جَدِّهِمْ وَمُشَرِّفِهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُعَامَلَةُ أُمَّتِهِ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ مِنْ طَلاَقَةِ الْوَجْهِ وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ وَمَزِيدِ الإِكْرَامِ وَاللِّينِ فِي الْكَلاَمِ وَالتَّوَاضُعِ وَإِحْسَانِ الظَّنِّ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ سَلَفِهِمْ.
وَمِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ مُعَامَلَتَكَ، فَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ «أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ».
فَعَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ وَخَاصَّةً الشُّرَفَاء أَنْ تَتَمَسَّكُوا بِمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُكُمُ الصَّالِحُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالتَّمَاسُكِ وَالتَّعَاضُدِ وَالاِعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (واَعْتَصِمُوا ِبحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا). وَقَوْلِهِ: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (فاَتَقُّوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ). وَعَمَلاً بِسُنَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ يَقُولُ: «لاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً». وقولِ الشاعر:
*أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ أَخًا لَهُ * كَسَاعٍ إِلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ*
*وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ فَاعْلَمْ جَنَاحُهُ * وَهَلْ يَنْهَضُ الْبَازِي بِغَيْرِ جَنَاحِ*
وقولِ الآخر:
*إِنَّ الغُصُونَ إِذَا اجْتَمَعْنَ فَرَامَهَا* بِالْكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وَبَطْشٍ أَيِّدِ*
*عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَـرْ وَإِنْ هِيَ فُرِّقَتْ* فَالْوَهْــنُ وَالتَّكْسِيـرُ لِلْمُتَبَـدِّدِ*
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يُحْصَى فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَإِلَيْكُمْ قَصِيدَةً تَشْتَمِلُ عَلَى مَضْمُونِ هَذِهِ النَّصِيحَةِ وَهِيَ مُوَجَّهَةٌ إِلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ شُيُوخًا وَشَبَابًا، رِجَالاً وَنِسَاءً:
*أَيَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ دَعْوَةَ آَمِرِ* بِإِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ كُلَّ الْعَشَائِرِ*
*خُصُوصًا بَنِي الْقُطْبِ الْمُعَظَّمِ عَامِرٍ* فَهُمْ غُرَّةُ الأَشْرَافِ أَصْلِ المَفَاخِرِ*
*وَأَبْدَأُ مِنْهُمْ بِالشُّيُوخِ فَإِنَّمَا* بِالاَشْيَاخِ يُهْدَى كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرِ*
*عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ لاَرَبَّ غَيْرُهُ* بِتَرْكِ المَنَاهِي وَامْتِثَالِ الأَوَامِرِ*
*وَشَدِّ عِلاَقَاتٍ وَدَعْمِ تَرَابُطٍ * وَرَعْيِ مَوَدَّاتٍ لَكُمْ وَأَوَاصِرِ*
*وَحِفْظِ كِيَانٍ بِالْوِفَاقِ قِيَامُهُ* وَنَبْذِ حَزَازَاتِ العُصُورِ الغَوَابِرِ*
*وَتَوْطِيدِ مَا شَادَ الجُدُودُ وَخَلَّدُوا* لَكُمْ مِنْ وِئَامٍ بَاهِرٍ وَتَنَاصُرِ*
*وَلاَ تَزْرَعُوا الأَضْغَانَ بَيْنَ صِغَارِكُمْ* بِتَذْكِيرِ أَحْدَاثٍ جَرَتْ لِلأَكَابِرِ*
*وَإِنْ يَجْهَلِ الْجُهَّالُ مِنْكُمْ عَلَيْكُمُ* فَبِالحِلْمِ دَاوُوا مَعْ قَبُولِ الْمَعَاذِرِ*
*وَلاَ تَتْرُكُوا شَدَّ الرَّوَابِطِ بَيْنَكُمْ* بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ وَاحْتِمَالِ الجَرَائِـرِ*
*وَلاَ تَسْمَعُوا قَوْلَ الأَنِمَّا فَإِنَّمَا* بِنَمِّهِمُ تُذْكَى نِيَارُ الْمُنَـاوِرِ*
*وَلاَ تَحْسُدُوا مَنْ سَادَ مِنْكُمْ وَسَانِدُوا* بِطَاعَـةِ مَامُـورٍ وَحِكْمَـةِ آَمِـرِ*
*فَمَا نَفَعَ النَّفْسَ الْـمُغَاظَةَ حَاسِدٌ* وَمَا حَسَدُ الْمَحْسُودِ يَوْماً بِضَائِرِ*
*وَأَمْرُكُمُ شُورَى يَكُونُ كَمَا أَتَى* فَأَفْضَلُ الآرَا مَا أَتَى عَنْ تَشَاوُرِ*
*وَوَلُّوا الأُمُورَ الحَازِمَ الْفَطِنَ الرِّضَى* وَقُومُوا قِيَامَ المَعْشَرِ الْمُتَنَاصِرِ*
*وَلاَ تَهِنُوا في أَمْرِكُمْ وَتَوَحَّدُوا* فَفِي ذَاكَ قَمْعٌ لِلْعَدُوِّ الْمُمَاكِرِ*
*وَوَاسُوا أَخَا الإِتْرَابِ وَالضُّعْفِ مِنْكُمُ* وَشُدُّوا لُهُ أَزْرًا بِسَدِّ الْمَفَاقِرِ*
*وَلاَ يَجِدِ الأَعَدَاءُ فِيكُمْ وَلِيجَـةً* تُقَوِّي عَلَيْكُمْ كُلَّ قِتْـــلٍ مُصَـادِرِ*
*وِإِنْ يَنُبِ الأَمْرُ الْعَظِيمُ أَخَاكُمُ* فَقُومُوا لُهُ قَوْمَ الشَّقِيقِ الْـمُـنَاصِرِ*
*وَلاَ تَتَوَانَوْا وَاجْعَلُوا الأَمْرَ أَمْرَكُمْ* جَمِيعًا وَسَوُّوهُ بِكُلِّ الْمَعَايِرِ*
*مُرَادِيَّ آبَاءٌ تَقُودُ إِلىَ الْعَلاَ* جَمَاعَةَ الاَشْرَافِ الكِرَامِ الْعَنَاصِرِ*
*أُبَاةِ الخَنَى وَالضَّيْمِ أَكْرَمِ مَعْشَرٍ* حَوَى مَاحَوَى مِنْ جَدِّهِ القُطْبِ عَامِرِ*
*دَعَوْتُهُمُ بَدْءاً لأَنَّ سَبِيلَهُمْ* بِهَا يَقْتَدِي طَبْعًا جَمِيعُ الأَصَاغِرِ*
*وَآرَاؤُهُمْ في الْخَطْبِ مَهْدَاةُ قَوْمِهِمْ* وَأَقْوَالُهُمْ يُهْدَى بِهَا كُلُّ حَائِرِ*
*وَكُلُّ صَغِيرٍ مَجْدُهُ مِنْ أُصُولِهِ* وَبِالأَبِ والأَجْدَادِ فَخْرُ الْمُفَاخِرِ*
*وَمَنْ سَوَّدَتْهُ نَفْسُهُ مَعْ سِيَادَةٍ* مُوَرَّثَةٍ يَظْفَرْ بِكُلِّ الْمَآثِرِ*
*وَمِنْ بَعْدِهِمْ أَدْعُوا شَبَابَهُمُ الَّذِي* يُعَدُّ مِنَ ارْبَابِ الْعُلَى بِالْخَنَاصِرِ*
*إِلَى قَفْوِ مَاسَنَّ الجُدُودُ وَخَلَّدُوا* لَـهُـمْ مِنْ فَخَارٍ رَافِعِ الصِّيتِ ظَاهِرِ*
*فَـإِنَّ شَبَـابَ الْقَوْمِ أُسُّ كِيَانِهِـمْ* وَكَهْفُهُـمُ الْحَامِي جَمِيعَ الْجَمَاهِرِ*
*وَهُمْ تُرْجُمَانٌ عَنْ فَضَائِلِ قَوْمِهِمْ* وَسِلْكُ نِظَامِ المَعْشَرِ الْمُتَشَاجِرِ*
*وَهُمْ قَاتِلُوا الحِقْدِ القَدِيمِ وَبَاعِثُوا* بُعُوثِ الإِخَا جَبْرًا لِكُلِّ الْخَوَاطِرِ*
*وَمَا أَصْلَحَ الأَقْوَامَ إِلاَّ شَبَابُهُمْ* بِتَهْذِيبِ أَخْلاَقٍ وَحُسْنِ تَضَافُـــرِ*
*وَعِلْمٍ بِأَحْوَالِ الزَّمَانِ وَحُـنْـكَــةٍ* وَحِكْمَةِ ذِي حَزْمٍ وَطِيبِ ضَمَائِرِ*
*وَكَمْ مُشْكِلٍ أَعْيَا الأَكَابِرَ حَلُّهُ* فَحُلَّ بِرَأْيٍ لِلشَّبَابِ مُبَاشِرِ*
*وَلِلْأُمَّهَاتِ الفَاضِلاَتِ تَدَخُّلٌ* فَكَمْ مِنْ عَلاً مِنْهَا إِلىَ الإِبْنِ سَائِرِ*
*وَكَمْ أَصْلَحَتْ أُمُّ الْفَتَى وَهَدِيُّهُ* ثَئاً بَيْنَهُ مَعْ صَاحِبٍ أَوْ مُجَاوِرِ*
*فَهَذَا وَدِينُ اللهِ أَوَّلُ قَائِدٍ* وَدَاعٍ إِلَى حَسْمِ القِلَى وَالتَّدَابُرِ*
*فَكُونُوا شَبَابَ القَوْمِ أَوَّلَ مُسْرِعٍ* إِلى قَفْوِ دِينِ الْهَاشِمِيِّ مُبَادِرِ*
*وَكُونُوا شَبَابًا حَاذِرًا مَا يَشِينُهُ* وَيُزْرِي بِالاَشْرَافِ البُحُورِ الزَّوَاخِرِ*
*فَلاَ شَيْئَ أَجْدَى لِلشَّرِيفِ مِنَ التُّقَى* وَحُسْنِ سُلُوكٍ عَنْ مَعَالِيهِ صَادِرِ*
*خُذُوهَا بَنِي ذِي الأُسْدِ مِنِّي نَصِيحَةً* نَظَائِرُهَا قَدْ أَعْجَزَتْ كُلَّ شَاعِرِ*
*أَتَتْ مِنْ أَخِيكُمْ وَابْنِ عَمِّكُمُ الذِي* يَرَى وِدَّهُ لِلْكُلِّ بَالِي السَّرَائِرِ*
*يَعُمُّكُمُ نُصْحاً يَرُومُ عَلاَءَكُمْ* وَيَرْجُو الجَزَا مِنْ قَابِلِ التَّوْبِ غَافِرِ*
*وَأَبْدَأُ فِي نُصْحِي بِنَفْسِي فَلَمْ أَكُنْ* أُبَرِّئُهَا كَلاَّ وَرَبِّ الْمَشَاعِرِ*
*وَدُمْتُمْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ أَئِمَّةً* بِكُمْ يَقْتَدِي فِي الْخَيْرِ كُلُّ الْمَعَاشِرِ*
*وَصَلَّى إِلَهُ العَـرْشِ فِي كُلِّ مَخْتَمٍ* عَلَى الْجَدِّ خَتْمِ الرُّسْلِ نُورِ البَصَائِرِ*
وَعَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فَإِنَّنِي أُذَكِّرُ عَامَّةَ الْمُسْلِمِينَ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمُ احْتِرَامُ وَتَوْقِيرُ وَحُبُّ آلِ الْبَيْتِ النَّبَوِيِّ وَمَوَدَّتُهُمْ لِمَا وَرَدَ فِي حَقِّهِمْ مِنْ آيَاتٍ قُرْآنِيَةٍ وَأَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ، قَالَ تَعَالَى: (قُل لاَّ أَسْــءَـلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) وَقَالَ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ» وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ بِخُمٍّ: «أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَاتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبُ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فُخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ «وَأَهْلَ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» وَقَالَ: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي». وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي».
وَفِي الأَخِيرِ أَدْعُوا نَفْسِي وَكَافَّةَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْعَمَلِ بِمَضْمُونِ هَذِهِ النَّصِيحَةِ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، وَوَفَّقَنَا لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَنَفَعَنَا بِالاِنْتِسَابِ إِلَى آلِ الْبَيْتِ، وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ بِجَاهِ جَدِّناَ خَاتِمِ النَّبِيئِينَ وَإِمَامِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
كتبه مؤلف كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، عبيد ربه، العائذ به من شؤم ذنبه، أحمد سالم ابن عبد الودود ابن الحاج أحمد الدميسي السباعي الإدريسي، بتاريخ: 1/1/1419هـ.
رحم الله السلف، وبارك في الخلف.
اللهم صل وسلم على النبي الحبيب الكريم
هذه نصيحة يوجهها الشريف أحمد سالم ابن عبد الودود ابن الحاج أحمد السباعي الدميسي، إِلَى عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُصُوصًا الشُّرَفَاءِ، إِخْوَتِهِ فِي اللهِ وَفِي النَّسَبِ، تحت عنوان:
نَصِيحَةٌ وَإِرْشَاد، لِمَا فِيهِ الْخَيْرُ وَالسَّدَاد
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِين، وَبَعْد:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أُذَكِّرُ نَفْسِي وَأُذَكِّرُكُمْ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَلاَ سِيَمَا إِذَا كَانَ شَرِيفًا أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ حَقَّ التَّقْوَى الَّذِي هُوَ اجْتِنَابُ الْمَنْهِياَتِ وَامْتِثَالُ الْمَأْمُورَاتِ ظَاهِرًا وَبَاطِناً، وَهَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ كُلُّ مُسْلِمٍ، وَالشَّرِيفُ إِذَا لَمْ يُحَافِظْ عَلَى انْتِسَابِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّقْوَى يَكُونُ ذَلِكَ سَـبَـبًا فِي مُضَاعَفَةِ عَذَابِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيءِ مَنْ يَاتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)الآية. فَقُرْبُ الشَّرِيفِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا يَزِيدُهُ تَكْلِيفًا، فَيَنْبَغِي لِلشَّرِيفِ أَنْ يَكُونَ أَتْقَى النَّاسِ وَأَعْدَلَهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ وَأَحْلَمَهُمْ وَأَصْبَرَهُمْ وَأَشْجَعَهُمْ وَأَحْرَصَهُمْ عَلَى اتِّبَاعِ شَرِيعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْـمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ، فَهَذَا هُوَ الْمُسْلِمُ التَّقِيُّ الْكَرِيمُ عِنْدَ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )الآية، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلاَّ بِالتَّقْوَى. النَّاسُ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ». وَقَالَ: «أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَتْقَاكُمْ للهِ وَأَخْشَاكُمْ لَهُ». وَقَالَ: «مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». وَقَالَ لِبَضْعَتِهِ فَاطِمَةَ وَلِعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ: «يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ مُحَمَّدٍ اعْمَلاَ لِمَا عِنْدَ اللهِ فَإِنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا».وَعَنْهُ صلى الله عليه وسلم: «آلُ مُحَمَّدٍ كُلُّ تَقِيٍّ».
وَقَدْ حَثَّ الْحُكَمَاءُ عَلَى ضَرُورَةِ التَّمَسُّكِ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى وَعَدَمِ الاِتِّكَالِ عَلَى النَّسَبِ، قال الشاعر:
**عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ ** وَلاَ تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ**
**فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ ** وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيفَ أَبَا لَهَبْ**
وقال آخر:
**لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ ** يَوْمًا عَلَى الأَحْسَابِ نَتَّكِلُ**
**نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا ** تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا**
وقال آخر:
**إِنَّــا لَنَبْنِـي عَلَى مَا شَيَّدَتْهُ لَنَـا ** آباَؤُنَا الْغُرُّ مِـنْ مَجْدٍ وَمِنْ كَـرَمِ
وَلاَ كَرَمَ أَعْلَى مِنَ التَّقْوَى، وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيرَةَ آلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَهْدِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالسِّبْطَيْنِ عَلِمَ أَنْ لاَ أَحَدَ أَشَدُّ مِنْهُمُ اجْتِنَابًا وَامْتِثَالاً وَتَخَــلُّقاً بِخُلُقِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، الذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُـلُقٍ عَظِيمٍ). وَقَالَتْ فِيهِ عَائِشَةُ "كَانَ خُـلُقَهُ الْقُرْآنُ" وَلَوْ كَانَ الْفَضْلُ بِحَسَبِ قُرْبِ النَّسَبِ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لَكَانَ الْعَبَّاسُ أَفْضَلَ الأُمَّةِ؛ لأَنَّهُ عَمُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، الْبَاقِي بَعْدَهُ، وَلَكَانَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ أَفْضَلَ مِنَ الشَّيْخَيْنِ وَالإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى فَضْلِ الشَّيْخَيْنِ عَلَى الأُمَّةِ، وَلَكِنْ مَنْ فَاقَ مِنَ الآلِ بِعَمَلِهِ سَبَقَ غَيْرَهُ، فَحَمْزَةُ لَمَّا فَاقَ غَيْرَهُ فِي الشَّجَاعَةِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالدِّفَاعِ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَارَ سَـيِّدَ الشُّهَدَاءِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا أَخَذَ الرَّايَةَ بِيَدَيْهِ حَتَّى قُطِعَتَا وَأَمْسَكَهَا بِعَضُدَيْهِ حَتَّى قُطِعَا خَصَّهُ اللهُ بِجَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ وَصَارَ يُدْعَى جَعْفَرَ الطَّيَّارَ. وَهَلُمَّ جَرَّا.
وَيَتَأَكَّدُ فِي حَقِّ أَهْلِ الْبَيْتِ الرَّحْمَةُ والتَّوَاضُعُ لِلْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالرَّفِيعِ وَالْحَقِيرِ اقْتِدَاءً بِسُنَّةِ جَدِّهِمِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ؛ لأَنَّ التَّوَاضُعَ خُـلُقٌ شَرِيفٌ بِهِ تَخَلَّقَ جَدُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَلَيْهِمْ أَنْ لاَ يَتَّكِلُوا عَلَى مُجَرَّدِ النَّسَبِ، بَلِ الْوَاجِبُ أَنْ يُبَادِرُوا إِلَى مَا يُـبَلِّغُهُمُ النَّجَاةَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، لِمَا فِي الْخَبَرِ: «الْحَسَنَةُ حَسَنَةٌ وَهِيَ فِي بَيْتِ النُّبُوءَةِ أَحْسَنُ وَأَحْسَنُ، وَالسَّيِّئَةُ سَـيِّـئَةٌ وَهِيَ فِي بَيْتِ النُّـبُوءَةِ أَخْشَنُ وَأَخْشَنُ»، كَمَا أَنَّهُ يَتَأَكَّدُ فِي حَقِّهِمُ التَّخَلُّقُ بِأَخْلاَقِ جَدِّهِمْ وَمُشَرِّفِهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُعَامَلَةُ أُمَّتِهِ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ مِنْ طَلاَقَةِ الْوَجْهِ وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ وَمَزِيدِ الإِكْرَامِ وَاللِّينِ فِي الْكَلاَمِ وَالتَّوَاضُعِ وَإِحْسَانِ الظَّنِّ، كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ سَلَفِهِمْ.
وَمِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ مُعَامَلَتَكَ، فَفِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ «أَفْضَلُ الْفَضَائِلِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَصْفَحَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ».
فَعَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ وَخَاصَّةً الشُّرَفَاء أَنْ تَتَمَسَّكُوا بِمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُكُمُ الصَّالِحُ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالتَّمَاسُكِ وَالتَّعَاضُدِ وَالاِعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللهِ الْمَتِينِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (واَعْتَصِمُوا ِبحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا). وَقَوْلِهِ: (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (فاَتَقُّوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ). وَعَمَلاً بِسُنَّةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ يَقُولُ: «لاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً». وقولِ الشاعر:
*أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لاَ أَخًا لَهُ * كَسَاعٍ إِلَى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاَحِ*
*وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ فَاعْلَمْ جَنَاحُهُ * وَهَلْ يَنْهَضُ الْبَازِي بِغَيْرِ جَنَاحِ*
وقولِ الآخر:
*إِنَّ الغُصُونَ إِذَا اجْتَمَعْنَ فَرَامَهَا* بِالْكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وَبَطْشٍ أَيِّدِ*
*عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَـرْ وَإِنْ هِيَ فُرِّقَتْ* فَالْوَهْــنُ وَالتَّكْسِيـرُ لِلْمُتَبَـدِّدِ*
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لاَ يُحْصَى فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَإِلَيْكُمْ قَصِيدَةً تَشْتَمِلُ عَلَى مَضْمُونِ هَذِهِ النَّصِيحَةِ وَهِيَ مُوَجَّهَةٌ إِلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ شُيُوخًا وَشَبَابًا، رِجَالاً وَنِسَاءً:
*أَيَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ دَعْوَةَ آَمِرِ* بِإِصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ كُلَّ الْعَشَائِرِ*
*خُصُوصًا بَنِي الْقُطْبِ الْمُعَظَّمِ عَامِرٍ* فَهُمْ غُرَّةُ الأَشْرَافِ أَصْلِ المَفَاخِرِ*
*وَأَبْدَأُ مِنْهُمْ بِالشُّيُوخِ فَإِنَّمَا* بِالاَشْيَاخِ يُهْدَى كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرِ*
*عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ لاَرَبَّ غَيْرُهُ* بِتَرْكِ المَنَاهِي وَامْتِثَالِ الأَوَامِرِ*
*وَشَدِّ عِلاَقَاتٍ وَدَعْمِ تَرَابُطٍ * وَرَعْيِ مَوَدَّاتٍ لَكُمْ وَأَوَاصِرِ*
*وَحِفْظِ كِيَانٍ بِالْوِفَاقِ قِيَامُهُ* وَنَبْذِ حَزَازَاتِ العُصُورِ الغَوَابِرِ*
*وَتَوْطِيدِ مَا شَادَ الجُدُودُ وَخَلَّدُوا* لَكُمْ مِنْ وِئَامٍ بَاهِرٍ وَتَنَاصُرِ*
*وَلاَ تَزْرَعُوا الأَضْغَانَ بَيْنَ صِغَارِكُمْ* بِتَذْكِيرِ أَحْدَاثٍ جَرَتْ لِلأَكَابِرِ*
*وَإِنْ يَجْهَلِ الْجُهَّالُ مِنْكُمْ عَلَيْكُمُ* فَبِالحِلْمِ دَاوُوا مَعْ قَبُولِ الْمَعَاذِرِ*
*وَلاَ تَتْرُكُوا شَدَّ الرَّوَابِطِ بَيْنَكُمْ* بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ وَاحْتِمَالِ الجَرَائِـرِ*
*وَلاَ تَسْمَعُوا قَوْلَ الأَنِمَّا فَإِنَّمَا* بِنَمِّهِمُ تُذْكَى نِيَارُ الْمُنَـاوِرِ*
*وَلاَ تَحْسُدُوا مَنْ سَادَ مِنْكُمْ وَسَانِدُوا* بِطَاعَـةِ مَامُـورٍ وَحِكْمَـةِ آَمِـرِ*
*فَمَا نَفَعَ النَّفْسَ الْـمُغَاظَةَ حَاسِدٌ* وَمَا حَسَدُ الْمَحْسُودِ يَوْماً بِضَائِرِ*
*وَأَمْرُكُمُ شُورَى يَكُونُ كَمَا أَتَى* فَأَفْضَلُ الآرَا مَا أَتَى عَنْ تَشَاوُرِ*
*وَوَلُّوا الأُمُورَ الحَازِمَ الْفَطِنَ الرِّضَى* وَقُومُوا قِيَامَ المَعْشَرِ الْمُتَنَاصِرِ*
*وَلاَ تَهِنُوا في أَمْرِكُمْ وَتَوَحَّدُوا* فَفِي ذَاكَ قَمْعٌ لِلْعَدُوِّ الْمُمَاكِرِ*
*وَوَاسُوا أَخَا الإِتْرَابِ وَالضُّعْفِ مِنْكُمُ* وَشُدُّوا لُهُ أَزْرًا بِسَدِّ الْمَفَاقِرِ*
*وَلاَ يَجِدِ الأَعَدَاءُ فِيكُمْ وَلِيجَـةً* تُقَوِّي عَلَيْكُمْ كُلَّ قِتْـــلٍ مُصَـادِرِ*
*وِإِنْ يَنُبِ الأَمْرُ الْعَظِيمُ أَخَاكُمُ* فَقُومُوا لُهُ قَوْمَ الشَّقِيقِ الْـمُـنَاصِرِ*
*وَلاَ تَتَوَانَوْا وَاجْعَلُوا الأَمْرَ أَمْرَكُمْ* جَمِيعًا وَسَوُّوهُ بِكُلِّ الْمَعَايِرِ*
*مُرَادِيَّ آبَاءٌ تَقُودُ إِلىَ الْعَلاَ* جَمَاعَةَ الاَشْرَافِ الكِرَامِ الْعَنَاصِرِ*
*أُبَاةِ الخَنَى وَالضَّيْمِ أَكْرَمِ مَعْشَرٍ* حَوَى مَاحَوَى مِنْ جَدِّهِ القُطْبِ عَامِرِ*
*دَعَوْتُهُمُ بَدْءاً لأَنَّ سَبِيلَهُمْ* بِهَا يَقْتَدِي طَبْعًا جَمِيعُ الأَصَاغِرِ*
*وَآرَاؤُهُمْ في الْخَطْبِ مَهْدَاةُ قَوْمِهِمْ* وَأَقْوَالُهُمْ يُهْدَى بِهَا كُلُّ حَائِرِ*
*وَكُلُّ صَغِيرٍ مَجْدُهُ مِنْ أُصُولِهِ* وَبِالأَبِ والأَجْدَادِ فَخْرُ الْمُفَاخِرِ*
*وَمَنْ سَوَّدَتْهُ نَفْسُهُ مَعْ سِيَادَةٍ* مُوَرَّثَةٍ يَظْفَرْ بِكُلِّ الْمَآثِرِ*
*وَمِنْ بَعْدِهِمْ أَدْعُوا شَبَابَهُمُ الَّذِي* يُعَدُّ مِنَ ارْبَابِ الْعُلَى بِالْخَنَاصِرِ*
*إِلَى قَفْوِ مَاسَنَّ الجُدُودُ وَخَلَّدُوا* لَـهُـمْ مِنْ فَخَارٍ رَافِعِ الصِّيتِ ظَاهِرِ*
*فَـإِنَّ شَبَـابَ الْقَوْمِ أُسُّ كِيَانِهِـمْ* وَكَهْفُهُـمُ الْحَامِي جَمِيعَ الْجَمَاهِرِ*
*وَهُمْ تُرْجُمَانٌ عَنْ فَضَائِلِ قَوْمِهِمْ* وَسِلْكُ نِظَامِ المَعْشَرِ الْمُتَشَاجِرِ*
*وَهُمْ قَاتِلُوا الحِقْدِ القَدِيمِ وَبَاعِثُوا* بُعُوثِ الإِخَا جَبْرًا لِكُلِّ الْخَوَاطِرِ*
*وَمَا أَصْلَحَ الأَقْوَامَ إِلاَّ شَبَابُهُمْ* بِتَهْذِيبِ أَخْلاَقٍ وَحُسْنِ تَضَافُـــرِ*
*وَعِلْمٍ بِأَحْوَالِ الزَّمَانِ وَحُـنْـكَــةٍ* وَحِكْمَةِ ذِي حَزْمٍ وَطِيبِ ضَمَائِرِ*
*وَكَمْ مُشْكِلٍ أَعْيَا الأَكَابِرَ حَلُّهُ* فَحُلَّ بِرَأْيٍ لِلشَّبَابِ مُبَاشِرِ*
*وَلِلْأُمَّهَاتِ الفَاضِلاَتِ تَدَخُّلٌ* فَكَمْ مِنْ عَلاً مِنْهَا إِلىَ الإِبْنِ سَائِرِ*
*وَكَمْ أَصْلَحَتْ أُمُّ الْفَتَى وَهَدِيُّهُ* ثَئاً بَيْنَهُ مَعْ صَاحِبٍ أَوْ مُجَاوِرِ*
*فَهَذَا وَدِينُ اللهِ أَوَّلُ قَائِدٍ* وَدَاعٍ إِلَى حَسْمِ القِلَى وَالتَّدَابُرِ*
*فَكُونُوا شَبَابَ القَوْمِ أَوَّلَ مُسْرِعٍ* إِلى قَفْوِ دِينِ الْهَاشِمِيِّ مُبَادِرِ*
*وَكُونُوا شَبَابًا حَاذِرًا مَا يَشِينُهُ* وَيُزْرِي بِالاَشْرَافِ البُحُورِ الزَّوَاخِرِ*
*فَلاَ شَيْئَ أَجْدَى لِلشَّرِيفِ مِنَ التُّقَى* وَحُسْنِ سُلُوكٍ عَنْ مَعَالِيهِ صَادِرِ*
*خُذُوهَا بَنِي ذِي الأُسْدِ مِنِّي نَصِيحَةً* نَظَائِرُهَا قَدْ أَعْجَزَتْ كُلَّ شَاعِرِ*
*أَتَتْ مِنْ أَخِيكُمْ وَابْنِ عَمِّكُمُ الذِي* يَرَى وِدَّهُ لِلْكُلِّ بَالِي السَّرَائِرِ*
*يَعُمُّكُمُ نُصْحاً يَرُومُ عَلاَءَكُمْ* وَيَرْجُو الجَزَا مِنْ قَابِلِ التَّوْبِ غَافِرِ*
*وَأَبْدَأُ فِي نُصْحِي بِنَفْسِي فَلَمْ أَكُنْ* أُبَرِّئُهَا كَلاَّ وَرَبِّ الْمَشَاعِرِ*
*وَدُمْتُمْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ أَئِمَّةً* بِكُمْ يَقْتَدِي فِي الْخَيْرِ كُلُّ الْمَعَاشِرِ*
*وَصَلَّى إِلَهُ العَـرْشِ فِي كُلِّ مَخْتَمٍ* عَلَى الْجَدِّ خَتْمِ الرُّسْلِ نُورِ البَصَائِرِ*
وَعَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فَإِنَّنِي أُذَكِّرُ عَامَّةَ الْمُسْلِمِينَ بِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمُ احْتِرَامُ وَتَوْقِيرُ وَحُبُّ آلِ الْبَيْتِ النَّبَوِيِّ وَمَوَدَّتُهُمْ لِمَا وَرَدَ فِي حَقِّهِمْ مِنْ آيَاتٍ قُرْآنِيَةٍ وَأَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ، قَالَ تَعَالَى: (قُل لاَّ أَسْــءَـلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) وَقَالَ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ» وَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ بِخُمٍّ: «أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَاتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبُ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فُخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ «وَأَهْلَ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» وَقَالَ: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي». وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي».
وَفِي الأَخِيرِ أَدْعُوا نَفْسِي وَكَافَّةَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْعَمَلِ بِمَضْمُونِ هَذِهِ النَّصِيحَةِ. جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، وَوَفَّقَنَا لِمَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ، وَنَفَعَنَا بِالاِنْتِسَابِ إِلَى آلِ الْبَيْتِ، وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ بِجَاهِ جَدِّناَ خَاتِمِ النَّبِيئِينَ وَإِمَامِ الْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
كتبه مؤلف كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، عبيد ربه، العائذ به من شؤم ذنبه، أحمد سالم ابن عبد الودود ابن الحاج أحمد الدميسي السباعي الإدريسي، بتاريخ: 1/1/1419هـ.
رحم الله السلف، وبارك في الخلف.
------------------------
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي.
وكتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الرابع/ ص: 418. الطبعة: 2001م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ).
المرجع: كتاب: اللؤلؤ المشاع، في مآثر أبناء أبي السباع، مخطوط
لمؤلفه: أحمد سالم ابن عبد الودود الحسني الإدريسي السباعي.
وكتاب: إماطة القناع، عن شرف أولاد أبي السباع، لمؤلفه سداتي ابن الشيخ المصطفى . الجزء الرابع/ ص: 418. الطبعة: 2001م / مكتبة آل الحاج أحمد السباعيين ( م. ح. ح. س ).